السؤال
يخرج مني سائل بعد الغائط دائما، ويستمر نزوله فترة طويلة -من الممكن أن تمتد إلى ثلاث أو أربع ساعات-، وعندما أشعر بخروج ريح في الصلاة، أكتمه، ويخرج، وهذا يتكرر دائما، ولا أركز في صلاتي، وأتساءل: هل أنا على طهارة أم لا؟
وسؤالي: هل يعد هذا سلسا؟ مع العلم أني أدخل الحمام كثيرا، فيتكرر هذا السائل، ولو تركت الجماعة، وصليت في آخر الوقت؛ أملا في انتهاء هذا السائل، فيمكن أن ينتهي، ويمكن ألا ينتهي.
أفتوني بشيء من التفصيل مأجورين.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية.
وما دام هذا السائل الذي ينزل بعد الغائط يتكرر نزوله كثيرا، ويستمر فترة طويلة، بل في بعض الأوقات لا ينقطع قبل خروج وقت الصلاة -كما ذكرت-، وكلما نظفت المحل خرج منك شيء آخر؛ فحكمك حينئذ حكم من به سلس، فتغسل المحل جيدا، وتشد عليه خرقة، أو نحوها؛ لتمنع انتشار الخارج، وتتوضأ للصلاة بعد دخول الوقت، وتصلي الفريضة، وما شئت من نوافل، ولا يضرك خروج ذلك، ولو خرج منك وأنت في الصلاة.
فإذا جاء وقت الفريضة الأخرى، أعدت الاستنجاء والوضوء، وغسلت ما أصاب ثيابك، قال ابن قدامة في المغني: وجملته: أن المستحاضة، ومن به سلس البول أو المذي، أو الجريح الذي لا يرقأ دمه، وأشباههم ممن يستمر منه الحدث، ولا يمكنه حفظ طهارته، عليه الوضوء لكل صلاة بعد غسل محل الحدث، وشده، والتحرز من خروج الحدث بما يمكنه. انتهى.
وللفائدة، راجع الفتويين التاليتين: 57848، 50567.
والله أعلم.