السؤال
عمري 18 عاما، وقد تركتني أمي في السابعة من عمري، وبعد فترة عادت، ولكن بطبع سيئ حتى الآن، فهي تعاملني معاملة قاسية، وتقول: أنا أمك، أفعل ما أريد، وتهينني أمام أصدقائي، وتحكي للناس أسراري؛ لدرجة تبعدهم عني، وترفع يدها علي، وتشتمني، وعندما تريد أن تضربني أبعد يدها، وأمنعها دون أذيتها، فما الحل في هذا؟ فقد أتعبتني، وأنا لا أطلب منها شيئا، وهي لا تريد رؤيتي، فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع على ما وصفت من أن أمك تؤذيك، وتشتمك دون مسوغ؛ فهي ظالمة لك.
والواجب عليها أن تكف عن أذيتك، وتعاملك بالمعروف، هذا من جانبها هي.
أما أنت؛ فيجب عليك برها، وخفض الجناح لها.
وتجنب مثل هذه العبارات التي وصفت بها أمك: (ولكن بطبع سيئ)، ولو كانت ظالمة لك.
والذي نوصيك به: أن توسط بعض الصالحين -من الأقارب، أو غيرهم-؛ ليكلموا أمك؛ حتى تحسن معاملتك، وتكف عن أذيتك.
كما نوصيك بالصبر، وإحسان صحبتها؛ فإن حق الأم على ولدها عظيم.
ومهما كان حالها، فلا يسقط حقها في البر، والمصاحبة بالمعروف؛ فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، قال تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا {لقمان:15}.
كما نوصيك بالاستعانة بالله تعالى، والحرص على إلانة الكلام لها، والتودد إليها بالحسن من الأقوال، والأفعال؛ فإن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة، ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34}.
فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء، فكيف بالأم التي هي أرحم الناس بولدها!؟
والله أعلم.