حكم المراهق الذي ترك الصلاة والصوم واقترف المعاصي

0 46

السؤال

هل يؤاخذ الإنسان على الذنوب التي فعلها في مرحلة المراهقة ويعاقب عليها، من تقصير في العبادات، ومعاص وذنوب، وترك للصلاة، وعدم الصيام والإفطار في رمضان، وإيذاء الطير دون قتله، وفعل المحرمات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:               

 فإن كان المقصود بالمراهقة أنك قد قاربت البلوغ، ولم تصل إليه، فلا يلزمك قضاء الصلوات، ولا الصوم، ولا إثم عليك فيما وقعت فيه من الذنوب، والمعاصي؛ لعدم ترتب الخطاب الشرعي.

فالصبي غير مخاطب بالتكاليف الشرعية؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. رواه أبوداود, وغيره، وصححه الشيخ الألباني.

أما إن قصدت بالمراهقة مرحلة ما بعد البلوغ، فيجب عليك أن تتوب إلى الله -تعالى- مما وقعت فيه من الذنوب والمعاصي، والله تعالى يقبل توبة التائبين، بل ويفرح بها. قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون. {الشورى:25}. وقال تعالى أيضا: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. {الزمر:53}.

وانظر المزيد في الفتوى: 133637. وقد ذكرنا شروط التوبة في الفتوى: 5450.
ويجب عليك قضاء الصلوات المفروضة التي تركتها بعد البلوغ، فإن جهلت عددها، فواصل القضاء حتى تتيقن، أو يغلب على ظنك براءة الذمة, وعن كيفية قضاء الفوائت الكثيرة، انظر الفتوى: 61320.

كما يجب عليك قضاء الأيام التي أفطرتها من رمضان، ولا تجب عليك كفارة إذا كان الفطر بغير جماع -على القول المفتى بها عندنا- فإن جهلت عدد الأيام الواجب قضاؤها، فإنك تقضي حتى تتيقن, أو يغلب على ظنك براءة الذمة, وراجع التفصيل في الفتوى: 182199.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة