السؤال
هل يصح ذكر: فاعلم أنه لا إله إلا الله. كورد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذكر المذكور في السؤال: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) هو جزء من الآية التاسعة عشرة، في سورة محمد، صلى الله عليه وسلم. وترديد الآية للتدبر والتفكر فيها، أمر مشروع، فقد قام النبي صلى الله عليه وسلم الليل بآية يرددها حتى أصبح، كما ففي سنن النسائي وابن ماجه عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها، والآية: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118]. وقد بوب عليه النسائي بقوله: ترديد الآية.
قال الشيخ محمد آدم الأثيوبي، في شرح سنن النسائي المسمى: ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، عند ذكره لفوائد الحديث: منها: ما بوب له المصنف، وهو جواز ترديد آية واحدة في الصلاة؛ للتدبر والاتعاظ، والتضرع إلى الله -سبحانه وتعالى- بما تتضمنه من المعاني.
ومنها: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، من الاجتهاد في العبادة، حتى يستغرق الليل كله بآية واحدة، يتدبر فيما اشتملت عليه من المعاني. اهـ.
واتخاذ هذه الآية وردا في اليوم والليلة، لا نعلم أن السنة جاءت به، لكن جاءت باتخاذ جزء منها وردا وهي شهادة التوحيد: "لا إله إلا الله" ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة: من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك.
وفي مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: هي أفضل الحسنات.
والله أعلم.