الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذكر بالقلب والنفس والثواب المترتب عليه

السؤال

هل الذكر بالقلب هو نفسه الذكر بالنفس، أم يوجد بينهما فرق؟ وهل يُؤجر الإنسان على الذكر بالقلب؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الذكر بالقلب هو نفسه الذكر في النفس على ما يظهر لنا من كلام بعض أهل العلم، وهناك قول بالتفريق بينهما، وهو أن الذكر في النفس هو الذكر باللسان سرًا.

جاء في تفسير ابن جزي: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ) يحتمل أن يريد الذكر بالقلب دون اللسان، أو الذكر باللسان سرًا. اهـ.

وقال ابن القيم في مدارج السالكين: وقوله تعالى: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة} [الأعراف: 205].
وفيه قولان:
أحدهما: في سرك وقلبك.
والثاني: بلسانك بحيث تسمع نفسك
. اهـ.

والذكر بالقلب وحده يثاب عليه الذاكر، لكن الأفضل الجمع بين ذكر الله تعالى بالقلب، واللسان معًا.

ففي مجموع الفتاوى: فإن الناس في الذكر أربع طبقات:
(إحداها) الذكر بالقلب واللسان، وهو المأمور به.
(الثاني) الذكر بالقلب فقط، فإن كان مع عجز اللسان، فحسن وإن كان مع قدرته فترك للأفضل.
(الثالث) الذكر باللسان فقط، وهو كون لسانه رطبًا بذكر الله، ويقول الله تعالى: {أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه}.
(الرابع) عدم الأمرين، وهو حال الخاسرين
. اهـ. وراجع المزيد في الفتوى: 28251.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني