السؤال
كتب أبي في حياته قطعة من الأرض لبناته، على أنها ميراث لهن يستلمنها بعد موته، وتم ذلك لإرضاء والدنا.
وبعد وفاته تسلمنا الأرض بعد سنة، ولم يتكلم أحد، أما باقي الميراث، فقالت أمي: لا تقسيم وأنا على قيد الحياة، ومرت الآن سنتان وبعض الشهور، فإذا بإخواني يجتمعون معنا نحن البنات، وقالوا: أقنعنا أمنا بتقسيم الميراث، وقالوا: إنهم أحضروا مثمنا، ورجلا آخر لتثمين التركة -بنايتان، وقطعتا أرض-، وقالوا: إنهم تنازلوا لبعضهم في بعض الأشياء، وقالوا: إنهم سيكتبون عقدا لتقسيم التركة، ونوقع عليه في نفس اليوم.
طلبت من أحد الإخوة أن نجلس -أقصد البنات- مع المثمن؛ لنفهم كيف تمت القسمة، فقال: لك ذلك، وبعد يومين أرسل لي نص العقد، فإذا بهم قد أخرجونا من التركة، وأبقوا على العقد القديم على أنه حقنا فقط، والثمن الذي لأمنا تنازلت عنه لأولادها فقط دون البنات، والأرض الأخرى لأخي المطرود من منزل العائلة بسبب بعض المشاكل.
لم يعجب البنات نص العقد، وطالبنا بالجلوس مع المثمن، فقالوا: يجب أن توقعن أولا، ثم تجلسن معه، فرفضنا.
فاتصل أخي بي وهو يصرخ: أنا لا أريد أن أتدخل، اذهبن إلى أخيكن الكبير، وتكلمن معه، فتركنا الموضوع، وقلنا هم من يحتاجون توقيعنا، ومرت خمسة أيام ولم يتصلوا، فقررت أن أذهب للمحامي؛ لأفهم كيف كتب العقد، فإذا بي أجد أحد إخوتي هناك، فتحدثت مع المحامي، وقلت له: هل العقد القديم صحيح شرعا؟ فقال: انسي الشرع، هم كتبوا على القانون.
في هذه اللحظة جاء ثلاثة من إخوتي، فطلبوا الأوراق، وكتبوا عقدا جديدا دون علمنا، ووقعوا عليه، وسألت أخي: ما الذي توقع عليه، ألم نتفق أن نحضر المثمن؟ قال: قلنا لكن: امضين أولا، فلم تقبلن، وقال الكبير: نحن حرمناكن، وقال آخر: تعبنا ولا ميراث، وقال آخر: إن طالبت بحقك في المحكمة، فانسي أن لك إخوة وأما. وثمن أمي لهم؛ لأنهم سيصرفون عليها في كبرها، فهل ما فعلوه صحيح؟ وقد قلت للمحامي ولهم: أنا راضية بالعقد القديم، لكني أريد أن أفهم كيف تمت القسمة؟ وهل لنا حق عندكم، ولكم حق عندنا؟ لكن لا حياة لمن تنادي.
ولا أحد يكلم الآخر من يومها، وهم مصرون على أن ما فعلوه صحيح.