السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر عشرين سنة، تعلق قلبي بفتاة درست معي خمس سنين، وأعرف أخلاقها ودينها، وهي تحفظ كتاب الله كاملا منذ أن كان عمرها 15 سنة، ونحن لم نتكلم قط خارج نطاق الدراسة، وأنا صديق مقرب من أخيها التوأم، وصديق جيد لعائلتها، وأصلي جميع صلواتي في المسجد، وأفعل الخير ما استطعت، وأدعو الله أن يثبتني على دينه.
صارحت البارحة أخاها برغبتي في الزواج بها، ولكنه أخبرني أن أباها لن يقبل إلا بعد أربع أو خمس سنوات، كوننا لا زلنا طلبة، ولم أعمل بعد.
لكني لا أظن أني أستطيع أن أنتظر كل هذا الوقت خاصة أني أحبها للغاية، وأريدها أن تعينني على طاعة الله، خاصة أني أدرس في الخارج، وأخاف أن يزيغ قلبي بعد كل هذه المدة. فماذا يجب أن أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تحب هذه الفتاة، فالزواج من أفضل ما يرشد إليه المتحابان، كما ثبت في السنة، روى ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
والدراسة لا تمنع شرعا من الزواج، فإن كنت قادرا على الكسب، وتحصيل مؤنة الزواج، ونفقة أهلك؛ فلا بأس بالإقدام على الزواج، ومحاولة إقناع أهل هذه الفتاة بالموافقة على زواجك منها، فإن تيسر ذلك؛ فالحمد لله، وإلا؛ فاصبر حتى ييسر الله أمرك، قال تعالى: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله {النور:33}.
فالواجب عليك العفاف حتى ييسر الله أمرك، وينبغي أن تحرص على كل ما يعينك على العفاف من الصوم، وغض البصر عن الحرام، ونحو ذلك، قال الله سبحانه: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون {النور:30}، وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء.
ولمعرفة كيفية علاج العشق انظر الفتوى: 9360.
والله أعلم.