السؤال
ما حكم قول: يا الله يا رب، أعطني، يا رب العبد الكريم الذي إن قيل له: أعطني، أعطى، وأنا أقول لك: يا الله أعطني؟
أو قول: لوجهك الكريم أعطني، أو قول: يا رب العفو عند المقدرة، وأنت المقتدر، اعف عني؟
أو قول: يا رب، ذنبي ضرني، وحاشاك أن يضرك، يا رب اعف عني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما سؤال الله بنحو: أنت أولى بالكرم من المخلوقين، فجد علينا. وأنت أولى بالعفو فاعف عنا، وذنوبنا لا تضرك فتجاوز عنها، ونحو ذلك. فلا بأس به.
وقد ذكر ابن كثير في ترجمة الحجاج الثقفي أنه أنشد عند موته:
إن الموالي إذا شابت عبيدهم في رقهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت يا خالقي أولى بذا كرما قد شبت في الرق فاعتقني من النار
واستحسن العلماء منه هذا الكلام.
وأما سؤال منافع الآخرة بوجه الله -تعالى- فجائز لا حرج فيه، وفي الحديث الوارد في السنن: لا يسأل بوجه الله إلا الجنة.
قال العظيم آبادي في شرح سنن أبي داوود ما عبارته: (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة) إذ كل شيء أحقر دون عظمته -تعالى- والتوسل بالعظيم في الحقير تحقير له. نعم الجنة أعظم مطلب للإنسان، فصار التوسل به -تعالى- فيها، مناسبا. وقوله: إلا الجنة، بالرفع: أي لا يسأل بوجه الله شيء إلا الجنة، مثل أن يقال: اللهم إنا نسألك بوجهك الكريم أن تدخلنا جنة النعيم. انتهى.
والله أعلم.