السؤال
إذا كانت شخصيتي ضعيفة، وكانت هناك امرأة قليلة الذوق ولسانها سليط، ودائما أتجنبها بسبب ذلك، لكن للأسف هي صديقة لأصدقائي، فلذلك يوجد تعامل بيننا.
المهم أنا لا أتمكن دائما من الرد عليها، وأتجنب أذاها.
السؤال: هل لو لم أسامحها، ستحاسب؟ أو لا يعتبر هذا ذنبا؟
وهل لأني شخص ضعيف الشخصية. هل هذا معناه أن ربنا لن يحاسبها؛ لأني أسكت، فأنا الذي سألام على عدم ردي، مع العلم أن عدم ردي عليها لا يعني أني أسامحها.
لا أعرف كيف أرد عليها، وهي ترفع صوتها فأتجنبها، لكن للأسف لا أسلم من شرها.
ولو كان الذي تفعله حراما. فما هو عقاب الشخص الوقح القليل الذوق الذي يحرج الذي أمامه، خاصة أنها في مرتين وصلت لمد اليد. مرة زجرتها وضربتها، والمرة الثانية سكت.
أكره نفسي جدا، وأشعر أني مهانة منذ أكثر من شهر، وغير قادرة على أن أنسى الموقف، حسبي الله ونعم الوكيل.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظلم ظلمات يوم القيامة، وقد قال الله -تعالى- في الحديث القدسي: يا عبادي؛ إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا. أخرجه مسلم.
فهذه المرأة إن كانت تظلمك وتسيء إليك بالسب أو الضرب، أو الأذية بغير ذلك، فهي ظالمة ملومة مستحقة للوعيد الشديد على ذلك ما لم تصفحي عنها.
وينبغي لمن له صلة بها أن يذكرها بالله -تعالى- ويأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر، وإذا لم يكن باستطاعتك أنت القيام بذلك، فلا إثم عليك في هجرها وعدم مكالمتها ما دامت مكالمتها تجلب لك الضرر.
وننصحك برفع أمرها إلى من يمكنه ردعها من أب أو أم أو نحو ذلك، وأن تبيني لها خطر ما تفعله، وأنك لا تسامحينها، وأنها تعرض نفسها بذلك لغضب الله -تعالى- وعقوبته.
وإذا أردت أخذ حقك فلا تعتدي عليها، والعفو أفضل لك، قال الله تعالى: وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين {الشورى:40}، وقال تعالى: وأن تعفوا أقرب للتقوى {البقرة:237}.
وإذا دعوت عليها بقدر ظلمها لك، فذلك جائز، والصبر وانتظار الفرج من الله -تعالى- وأن يوفيك أجرك، خير وأحمد عاقبة، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة: أن رجلا قال: يا رسول الله؛ إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
والله أعلم.