أدلة المالكية على كراهة تعمد قراءة السجدة في الصلاة

0 388

السؤال

لا أريد الإطالة عليكم، ما هي حجة المالكية في كراهة الإتيان بالآيات التي بها مواضع السجود في الصلاة المفروضة واعتبار السجدة زائدة عن الصلاة والرجاء التوضيح بخصوص موضوع قراءة السجدة في صلاة فجر يوم الجمعة
وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمما احتج به المالكية لكراهة تعمد قراءة آية تشتمل على موضع سجود تلاوة في الصلاة الفريضة التخليط على المصلين والتلبيس عليهم.

قال الشيخ المواق في "التاج والإكليل": من المدونة قال ابن القاسم: أكره للإمام أن يتعمد في الفريضة قراءة سورة فيها سجدة، لأنه يخلط على الناس صلاتهم، وأكره أن يتعمدها الفذ في الفريضة، وهو الذي رأيت مالكا يذهب إليه.

ابن بشير الجواز لمداومته صلى الله عليه وسلم على "الم" في الصبح، وعلى ذلك كان يواظب الخيار من أشياخي وأشياخهم. انتهى.

وقال الشيخ الدسوقي في حاشيته:

وإنما كره تعمدها بالفريضة لأنه إن لم يسجدها دخل في الوعيد، أي اللوم المشار إليه بقوله تعالى: وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون (الانشقاق:21).

وإن سجد زاد في عدد سجودها، كذا قيل، وفيه أن تلك العلة موجودة في النافلة، ويمكن أن يقال إن السجود لما كان نافلة والصلاة نافلة صار كأنه ليس زائدا بخلاف الفرض إن قلت مقتضى الزيادة في الفرض البطلان قلت: إن الشارع لما طلبها من كل قارئ صارت كأنها ليست زائدة محضة. انتهى.

وعليه، فإن كراهة تعمد سجود التلاوة في الفريضة معلل بعلتين: تخليطه على المصلين، والزيادة على ماهية الصلاة بسجود ليس من أصلها، مع التنبيه إلى أن كون الإمام ابن بشير نفى تلك الكراهة محتجا بفعله صلى الله عليه وسلم الثابت في الحديث الصحيح، وهذا كان في الاستدلال، ولذا كان أشياخه يداومون عليه.

وبالنسبة لقراءة السجدة في صلاة الفجر من يوم الجمعة، راجع الفتوى رقم: 9929.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة