الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشروع قوله في سجود التلاوة والشكر

السؤال

فضيلة المشايخ: حفظ الله جنابكم، وجزاكم كل الخير والتوفيق في الدنيا والآخرة، عسى أن لو تفضلتم بإجابة سؤالي، وهو التالي:
هل لسجود التلاوة أذكارها الخاصة؟ فإن كان لها أذكارها الخاصة فما هي؟
كذلك هل المشروع فيها قول: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا كسجود الصلاة؟
والسؤال نفسه حول سجود الشكر مع علمي بمشروعية حمد الله والثناء عليه عند سجود الشكر، فلو مننتم علي، وأكرمتموني بالجواب على سؤالي جزاكم الله من كل ما ترجون وتحبون وتشتهون في الدنيا والآخرة، حتى ترضوا تمام الرضى، ومزيد عطاء ما له من نفاد. آمين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمشروع في سجود التلاوة أن يقول كما يقول في سجود الصلاة.

قال ابن قدامة في المغني متحدثا عن سجود التلاوة: ويقول في سجوده ما يقول في سجود الصلاة. انتهى

ويُسَنُّ أن يقول فيه: سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته. لما رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه الألباني عن عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجود القرآن بالليل: سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته.

قال ابن القيم في زاد المعاد: كان -صلى الله عليه وسلم- إذا مر بسجدة، كبر وسجد، وربما قال في سجوده: سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته. انتهى

وأما سجود الشكر: فالمشروع فيه التسبيح، والشكر، والحمد بأي صيغة كانت، فيحمد الله تعالى على النعمة، أو اندفاع النقمة؛ لأن المقام مقام حمد وشكر وثناء، وراجع الفتوى: 237949.

ولو قال مثل ما يقول في سجود الصلاة أو التلاوة؛ فلا بأس.

قال ابن قدامة -رحمه الله في المغني: صفة سجود الشكر في أفعاله وأحكامه وشروطه كصفة سجود التلاوة. انتهى

وعلى كل، فالأمر في ذلك واسع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني