السؤال
فضيلة الشيخ -إن شاء الله- هذا آخر سؤال يتعلق بالنذر.
في الفتوى التي أجبتموني عليها فضيلتكم، رقم الفتوى: 449758. قلتم إن رد الفتاة علي ليس حراما؛ لأنني قلت لكم: (ردت علي ولم ترغب بالحديث معي) وأظنكم فهمتم مني أنها قالت إنها لا ترغب بالحديث معي.
لقد أخطأت الشرح؛ لأن ما حدث أن الفتاة لم تقل لي إنها لا ترغب بالحديث معي، وحينما ردت علي تحدثت معها ما مجموعه من 5 إلى 15 دقيقة، أسألها عن أحوالها ودراستها وهي تجيب. أول 5 دقائق كانت تجيب بسرعة، ثم أصبحت آخر 10 دقائق تتأخر بالرد علي، فظننت أنها إما فقدت الانتباه لي بسبب أسلوبي الذي كان فظا، أو لأن لديها شخصا تحبه؛ لذلك لم تتفاعل معي. ثم أرسلت لها رسالة ولم ترد عليها، ثم بعد ساعتين أو في اليوم الموالي -لا أذكر تماما- أرسلت لها: (لا أحب أن لا تردي على رسالتي) فردت، وتحدثنا عدة دقائق، واختفت. وبعد ذلك لم أحدثها. هل هذه التفاصيل تجعل نذري بأن ترد علي، نذر معصية؟
وإن لم يكن نذر معصية. فما رأيكم هل يمكنني الأخذ بهذا القول، واعتبار نذري معصية؟
واعلم أن الأذرعي قال: إن كلامهم ناطق بأن النذر المعلق بالقدوم، نذر شكره على نعمة القدوم، فلو كان قدوم فلان لغرض فاسد للناذر كأجنبية، أو أمرد. فالظاهر أنه لا ينعقد كنذر المعصية، فقد نقلوا عن الروياني، وأقروه أنه لو قال: إن هلك مال فلان أعتقت عبدي، لم ينعقد؛ لأنه حرام. وكما أن طلب هلاك مال الغير حرام، كذلك طلب قدوم من مر، فالمسألتان على حد سواء.
وان كان أيضا لا يؤثر، هل يمكنني الأخذ بقول الشافعية إن ردها علي حرام، واعتبار النذر معصية؟
آسف يا شيخي على إلحاحي، ولكن الله وحده يعلم ما أعاني، وكمية المصائب التي لدي. أتمنى منك إن كان هنالك مخرج لهذا النذر أن تدلني عليه؛ لأنني لست معلقا فقط لصوم الاثنين والخميس عليه، بل علقت أشياء أخرى.
وأيضا بعد عدة سنوات أرسلت لها كتابة: أريد أن أخطبك، فقالت: لا أفكر في هذا الموضوع.
هل يتحقق النذر هنا أيضا بعد سنوات أم لا؟ لأن نذري يتعلق بموقف حينما لم ترد علي أيضا؟
وشكرا شيخي الكريم.