حكم سكن البنت وحدها بعيدًا عن أبويها لتجنب الإساءة

0 34

السؤال

انا امرأة غير متزوجة، عمري 29 سنة، أعيش مع والدي، وآخر إخوتي، وكلهم متزوجون، وأمي متحكمة جدا، وأبي سلبي، وحياتي الاجتماعية مدمرة بسببهم، ولا أعيش حياتي بحرية، ولا تنفذ طلباتي رغم بساطتها، وأمي تكذب كثيرا عندما تشعر أن أبي سيعطيني الأمر البسيط الذي أطلبه.
وإخوتي يتدخلون في كل شؤون حياتي، بل وصل الأمر للضرب، والإهانة بأبشع الألفاظ، والكلام في الشرف.
ولم تعد فرص الزواج متاحة أمامي، وقد تقدم لي شخص متزوج ميسور الحال، ووافقت عليه، لكنهم رفضوا، وحرموني من عملي، وتكلموا عني بالسوء، وحرموني من الحياة، والخروج، والعمل، مع العلم أني لم أعمل أي أمر معيب يخالف الدين.
فكرت أن أنفصل عنهم؛ لأني صبرت عشر سنين، تحملت فيها الظلم، والإهانة، وعدم الاحترام، فهل الاستقلال بالسكن من العقوق، رغم الضرر النفسي، والاجتماعي، والمادي؟ وقد وصل بي الحال إلى تمني الموت، وأصبحت شخصيتي مهزوزة جدا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن كان الحال -كما ذكرت- فإن أهلك مسيئون إليك.

لكن على أية حال؛ فإن لوالديك عليك حقا عظيما، ولا يسقط حقهما في البر، والمصاحبة بالمعروف بإساءتهما إليك.

وفي جواز إقامة البنت الرشيدة وحدها بعيدا عن أبويها عند أمن الفتنة؛ خلاف بين أهل العلم، بيناه في الفتوى: 420220.

 ونحن لا نرى لك الانفراد بعيدا عن والديك.

ونصيحتنا لك أن توسطي بعض العقلاء -من الأقارب، أو غيرهم من الصالحين ممن لهم وجاهة عند والديك، ويقبلان قولهم-؛ ليكلموا والديك حتى يحسنوا معاملتك، ويكفوا عنك أذى إخوتك.

واعلمي أنه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على من ترى فيه الصلاح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى: 108281.

ونوصيك بالتقرب إلى الله تعالى، وكثرة ذكره، ودعائه؛ فإنه قريب مجيب.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا، أو تصفحه ومطالعة ما نشر مما له صلة بما تعانين منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات