الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي هذه الألفاظ ما يمنع من استعماله، وفيها ما لا مانع فيه من ذلك، ولنستعرضها بإيجاز:
1-عبارة: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، لا نعلم مانعا من استعمالها، إلا أن الأفضل أن يقول العبد إذا رأى ما يكره: الحمد لله على كل حال، لأن ذلك هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه ابن ماجه وغيره.
2-عبارة: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ... تقدم الكلام عنها في الفتوى رقم: 1044.
3-عبارة: قولنا لشيء حرام عليك لأمر عابر: هذا التحريم إن أريد به التحريم الشرعي فلا يجوز أن يطلق إلا على ما هو حرام شرعا، وإن أريد به التحريم العرفي أو الأدبي فالأمر في ذلك واسع.
4-عبارة: الله يكفينا شر هذا الضحك، لا نعلم مانعا من استعمالها.
5-عبارة: اللهم صل على محمد، عند نسيان شيء قال عنها ابن القيم في جلاء الأفهام: فصل: الموطن الثاني والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم إذا نسي الشي أو أراد ذكره، ذكره أبو موسى المديني: وروى فيه من طريق محمد بن عتاب المروزي، حدثنا سعدان بن عبدة أبو سعيد المرزوي، حدثنا عبيد الله بن عبد الله العتكي، أنبأنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا نسيتم شيئا فصلوا علي تذكروه إن شاء الله. قال الحافظ وقد ذكرناه من غير هذا الطريق في كتاب الحفظ والنسيان. ا.هـ
6-عبارة: كان الله يعلم، لا نعلم مانعا من استعمالها فهي كقوله تعالى: وكان الله عليما حكيما. وكان هنا بمعنى لم يزل، قال ابن بون الشنقيطي في زياداته على ابن مالك:
و"كان" ضاها "لم يزل" كثيرا كالله كان عالما بصيرا.
7-عبارة: لا حول الله، عبارة خاطئة، والناس يقولونها على أنها اختصار لعبارة: لا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا اختصار يعكس المعنى تماما.
8-لعن الدين: يعد من المخرجات من ملة الإسلام نسأل الله العافية، وراجع الفتوى رقم: 35322.
9-عبارة: الدين لب وقشور، تقدم الكلام عنها في الفتوى رقم: 24491.
10-عبارة: فلان شكله غلط، تقدم الكلام عنها في الفتوى رقم: 3921.
11-تسمية بعض الزهور بعباد الشمس لا يجوز، لأن كل خلق الله عبيد لله، وهذا النبت عبد لله، وليس عبدا للشمس، ويمكن أن يسمى بدوار الشمس أو نحو ذلك.
12-عبارة: يعلم الله أني فعلت كذا، إن كان القائل لها صادقا فلا مانع منها، وإن كان كاذبا فقد كذب على الناس وكذب على الله، ولا يخفى أن الكذب على الله عظيم.
13-عبارة: دفن إلى مثواه الأخير، عبارة خاطئة في ظاهرها لأن القبر ليس هو المثوى الأخير، فالمثوى الأخير هو الجنة أو النار، لكن إن أراد القائل مثواه الأخير في الدنيا فلا باس.
14-عبارة: نسيتني نسيك الموت، عبارة خاطئة لأن الموت لا ينسى أحدا، وكل نفس ذائقة الموت.
15-عبارة: بالرفاء والبنين، في التهنئة بالزواج مكروهة، قال الأنصاري في أسنى المطالب: ويكره أن يقال بالرفاء والبنين لخبر ورد بالنهي عنه، لأنه من ألفاظ الجاهلية. ا.هـ
16-عبارة: ظلمني ظلمه الله، لا تجوز بحال، لأن الله لا يظلم مثقال ذرة، بل إن أراد بها صاحبها ظاهرها كفر والعياذ بالله.
17-عبارة: ربنا افتكر فلان، لا تجوز أيضا لأنه يفهم منها أنه كان ناسيا له ثم تذكره، والله تعالى يقول: وما كان ربك نسيا(مريم: من الآية64).
18-عبارة: فلان ما يستاهل، عند إصابته بمصيبة لا تجوز أيضا، لأنه اعتراض على قدر الله واتهام الله بالظلم عياذا بالله.
19-عبارة: شاءت حكمة الله، وشاء القدر، تقدم الكلام عن ذلك في الفتوى رقم: 26137.
20-عبارة: الله يلعن المرض، لا تجوز، لأن المرض خير للمؤمن، به تكفر السيئات وترفع الدرجات، وسب المريض له فيه اعتراض على القدر.
21-عبارة: فلان شهيد، تقدم الكلام عنها في الفتوى رقم: 18137.
22-عبارة: من علمني حرفا كنت له عبدا، إن كان القائل يريد عبودية الرق، وهو الظاهر من السياق فإنه لا بأس بذلك، وإن كان يريد بالعبودية ما لا يكون إلا لله فإن ذلك لا يجوز.
23-مناداة الممرضة الكافرة (بيا سستر) فيها تفصيل، حيث إن معنى سستر هو (أخت)، فإن كان القائل يريد أخوة النسب ولو النسب البعيد فلا بأس بذلك، وإن كان يريد أخوة الدين فإن ذلك لا يجوز، قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: وإلى عاد أخاهم هودا(الأعراف: من الآية65)، قال ابن عباس: أي ابن أبيهم، وقيل أخاهم من القبيلة، وقيل أي بشرا من بني أبيهم آدم. ا.هـ وقال أيضا: وقيل له أخوهم لأنه منهم، وكانت القبيلة تجمعهم كما تقول: يا أخا تميم، وقيل إنما قيل له أخوهم لأنه من بني آدم، كما أنهم من بني آدم. وقال أيضا في تفسير قوله تعالى: إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون (الشعراء:106): أي ابن أبيهم وهي أخوة نسب لا أخوة دين، وقيل هي أخوة المجانسة. ا.هـ
24-عبارة: يا تيس يا حمار، تعد من السباب المنهي عنه، والمسلم ليس بالسباب ولا بالفاحش ولا بالبذيء.
25-تسمية الأحكام الشرعية (عادات وتقاليد) خطأ لأن الأحكام الشرعية من عند الله، وليست مأخوذة من العادات والتقاليد، وقد صارت بعض الأحكام الشرعية عادات للمجتمعات المسلمة كالحجاب وعدم الاختلاط ونحو ذلك، وإنما يؤجر الشخص على فعل ذلك إذا قصد به وجه الله، لا المسايرة للمجتمع.
وننصح السائلة بمراجعة كتاب معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد، ففيه ذكر الكثير من العبارات الدارجة على الألسن وهي مما ينهى عنه.
والله أعلم.