تقدّم النية على الصلاة بزمن يسير

0 34

السؤال

في الفتوى: 198119 ذكر السائل أنه دخل في الصلاة بعد تسليمه من الركعتين دون التفكير في الصلاة التي يصليها، فقلتم له :(والذي نرى أن تعيد هذه الصلاة، إذا كان الأمر كما ذكر؛ لأنك لم تأت بالنية في الوقت المشترط لها، وهو عند افتتاح الصلاة، أو قبلها بالزمن اليسير)
وفي الفتوى: 94062 قلتم: (فينبغي أن يعلم الأخ السائل أن النية محلها القلب، ولا يحتاج استحضارها إلى كبير عناء، ووسوسة، بل هي مجرد قصد الإنسان للشيء، وعلمه به، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى: فإن النية تتبع العلم، فمن علم ما يريد فعله، نواه بغير اختياره، وأما إذا لم يعلم الشيء، فيمتنع أن يقصده... انتهى).
السؤال: مرة تقولون: إن النية تتبع العلم، وفي فتوى أخرى تلزمون الشخص الذي دخل دون تفكير في الصلاة أن يعيدها، والمعلوم أن ذلك الشخص يعلم ما يفعل، ومن ثم؛ فقد نوى، بل لو سأله أي شخص قبل التكبير: ماذا ستصلي؟ لقال: سأصلي العشاء، فنود من فضيلتكم أن تجيبونا عن هذا الإشكال.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا إشكال فيما ذكرناه، وإنما الإشكال ورد عليك بسبب الفهم.

وبيان ذلك: أن النية شرط لصحة الصلاة، ولكن هذا الشرط لا بد أن يكون مقارنا للتكبير، أو قبله بزمن يسير؛ لأن الزمن يسير لا تعزب فيه النية غالبا، بخلاف الزمن الطويل.

وقد بينا في الفتوى: 444595 أن من أتى بنية الصلاة وهو ذاهب إلى المسجد؛ فإن نيته هذه غير مجزئة؛ لأن النية لا بد أن تكون مقارنة لتكبيرة الإحرام، أو تتقدمها بزمن يسير، وانظر لهذا أيضا الفتوى: 179533، والفتوى المحال عليها فيها.

والسائل الذي نصحناه بإعادة الصلاة في الفتوى: 198119 نوى صلاة العشاء من البيت قبل أن يذهب إلى المسجد، ثم ذهب وصلى ركعتين، ثم دخل في الصلاة وهو غير مستحضر للصلاة التي يصليها؛ فالنية الأولى وقعت قبل الدخول في الصلاة بزمن كثير.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة