السؤال
أنا طالبة طب، وعملنا مختلط، وأحافظ على نفسي -والحمد لله-، وأجاهد نفسي على غض البصر، والعفاف، والطهر، وأدعو الله بالزوج الصالح دوما، ومعي شاب تحبه كل الفتيات؛ لماله، وجماله، ومنذ أن رأيته وأنا لا أطيقه؛ لأنه لا تهمني هذه الأشياء، وقد كان مدخنا، وصحبته صحبة سوء، وهذا ما جعلني لا أكترث له أكثر، ولكنه مؤخرا أصبح في مجموعتي في دوام المستشفى، وأشعر أن الله هداه؛ لأنه ترك صحبته القديمة، ولم أره يدخن، ولا زلت -ولله الحمد- لا أشعر بشيء تجاهه، وأعامله كغيره من الزملاء، وغايتي كل يوم أن أكون على مراد الله في هذا الجانب؛ كي يرزقني الله الزوج الصالح، والحلال الطيب، بل إني أبغضه أحيانا؛ لأنه يخالفني الرأي في المشاكل التي تحصل في فريق العمل.
الغريب أنني كل يوم في صلاة الفجر أدعو الله له أن يثبته على الحق، وأن يزرع حبي في قلبه، وأن يكون زوجي الصالح.
أؤمن أن الحب الحقيقي بعد الزواج، فأنا لا أحبه، ولكني أعترف لنفسي أن تغيره للأفضل في الفترة الأخيرة يعجبني، وأدرك أن هذا ليس كافيا إطلاقا لكي أدعو الله به، ولا أدري كيف يخرج مني الدعاء!؟ أخاف أن أظلم نفسي، وأظلمه بدعائي؛ فقد نكون شقاء لبعضنا إن استجاب الله دعائي، وكل يوم أقول: لن أدعو به، ولكني أجد نفسي في الصلاة أدعو، وأغار في نفسي من كون الفتيات يردنه، ولكنه لا ينظر إلى أحد، وهمه دراسته، وعمله، وهذا ما يريحني.
إرادتي له في سجودي فقط، أما في أرض الواقع فأنا أراه كغيره، وأعامله كغيره، بل أخاف منه، فهل أتوقف عن الدعاء به؟ فأنا لا أعرف الخير أين ولا مع من؟ وأخاف أن أتألى على الله بدعائي بأن يكون هو الخير لي، وأن يكون نصيبي، وأخاف أن يتطور الأمر، وأن يصدر مني الحرام، وأخاف ألا يكون لي، فأخون زوجي المستقبلي، وأتعلق بما ليس لي؛ فيتألم قلبي، وأخاف أن يكون لي ولكن يكون شقاء وتعاسة. أريده زوجا صالحا صادقا في زواج مطمئن هنيء، غايته الله، وذرية صالحة.