السؤال
قرأت أن علامات الطهر من الحيض هي الجفاف، أو القصة البيضاء التي تشبه السائل الأبيض.
سؤالي هو: أنا لا أعرف كيفية معرفة الجفاف، وبالنسبة للقصة البيضاء، فأحيانا قد أرى سائلا أبيض، وبعده بفترة أرى كدرة أو دما، وقد ينتهي الحيض، ولا أرى سائلا أبيض. وبالتالي، فلا أستطيع الاعتماد على رؤية السائل الأبيض في التأكد من انتهاء الحيض.
فهل يمكن أن أنتظر بعد انتهاء الأيام المعتادة للحيض إلى أن أجد أن الدم قد انقطع لمدة يوم كامل مثلا، ثم أغتسل، وأقضي صلوات ذلك اليوم؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمرأة تعرف الطهر بإحدى علامتين: إما الجفوف التام، وإما بنزول القصة البيضاء.
وضابط الجفوف يتحقق بإمرار منديل ونحوه على ظاهر الفرج -وهو ما يبدو عند الجلوس-: فإن خرج نقيا؛ فقد حصل الطهر.
والقصة البيضاء: هي ماء أبيض، يدفعه الرحم عند انقطاع الحيض، ومتى نزلت تلك القصة، فلا عبرة بالصفرة، ولا بالكدرة، لو نزل شيء منهما بعد رؤية القصة البيضاء؛ لأن ما تراه المرأة من صفرة أو كدرة بعد الطهر؛ ليس له حكم الحيض على الراجح من أقوال العلماء؛ لقول أم عطية -رضي الله عنها-: كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا. رواه أبو داود، واللفظ له، ورواه البخاري دون قوله: (بعد الطهر).
وأما لو نزل شيء من تلك الإفرازات -صفرة، أو كدرة- متصلا بدم الحيض قبل تحقق الطهر برؤية علامته المعتادة لديك من جفوف تام، أو نزول القصة البيضاء؛ فيعتبر ذلك الإفراز حينئذ حيضا، فقد كان نساء الصحابة يرسلن إلى عائشة بالكرسف فتقول لهن: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء. رواه مالك في الموطأ، وذكره البخاري في الصحيح تعليقا.
وأما قولك: هل يمكنني أن أنتظر بعد انتهاء الأيام المعتادة للحيض إلى أن أجد أن الدم قد انقطع لمدة يوم كامل مثلا، ثم أغتسل، وأقضي صلوات ذلك اليوم؟
فالجواب: أنه لا يشرع ذلك، بل متى ما رأيت علامة طهرك المعتادة، فبادري إلى الاغتسال والصلاة، ولكن عند الشك والتردد لكون انقطاع الدم حصل في زمن العادة لا بعد انتهائها؛ فلا بأس من الانتظار قبل الغسل للتأكد.
ومن العلماء من أجاز الانتظار بعد انقطاع الدم اليوم، أو نصف اليوم للتحقق من الطهر، إذا كان الانقطاع في زمن العادة، كما ذكر ذلك ابن قدامة -رحمه الله-.
وإذا تبين لك حصول الطهر من حين انقطاع الدم؛ فعليك قضاء الصلوات التي تركتها في مدة التريث.
والله أعلم.