السؤال
لا يتوفر في مكان عملي مكان للصلاة خاص بالنساء، فهل يجوز أن أجمع صلاتي الظهر والعصر يوميا، وأصليهما عند وصولي للبيت؟ وشكرا.
لا يتوفر في مكان عملي مكان للصلاة خاص بالنساء، فهل يجوز أن أجمع صلاتي الظهر والعصر يوميا، وأصليهما عند وصولي للبيت؟ وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى عليك أن شأن الصلاة عظيم؛ فهي عماد الدين، من حفظها، حفظ دينه، ومن ضيعها، فهو لما سواها أضيع، وقد جعل لها أوقاتا معلومة، كما في قوله سبحانه: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا {النساء:103}.
والمؤمن حقا هو الذي يقدم أمر الله تعالى على كل ما سواه، وينقاد له، طيبة به نفسه، مطمئنة إليه، موقنة أن الخير كله في ذلك، وأن الشر كله في خلاف ذلك، فيقوم بأمر الله تعالى امتثالا واجتنابا قدر استطاعته، مستشعرا دائما أن الله مطلع عليه مراقب له.
والشريعة الغراء تراعي حاجيات الناس، وضرورياتهم، وفيها العزائم، وفيها الرخص التي يأخذ بها من احتاج إليها؛ فهي صالحة لكل زمان ومكان، وملائمة لكل الظروف والأحوال، أنزلها العليم بشؤون خلقه، الحكيم في تشريعاته، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير [الملك:14].
ومن هنا نقول لك: إن الواجب على المسلم أن يحافظ على الصلوات في أوقاتها، وليس له تأخيرها عن وقتها، ولا جمعها مع ما بعدها من غير عذر يبيح الجمع، ولو دعت إليه حاجة أحيانا، فلا يكن عادة.
وعدم وجود مصلى بمكان العمل، لا يبيح تأخير الصلاة، ويمكن أداؤها في أي زاوية منه؛ فلا يشترط لأداء الصلاة أن تكون بمسجد، بل يصح أداؤها بأي مكان طاهر، ولمعرفة الأعذار المبيحة للجمع، انظري الفتوى: 6846.
فإذا علمت هذا؛ فالواجب عليك أن تحافظي على صلاتك، بأدائها في أوقاتها.
والله أعلم.