صلاة التراويح في المساجد سنة نبوية

0 16

السؤال

سؤالي عن صلاة التراويح. سمعت أن عمر -رضي الله عنه- ابتدعها، وبحثت، ووجدت هذا الحديث: عن عائشة -رضي الله عنها-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى الثانية، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله، فلما أصبح قال: "رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم، إلا أني خشيت أن تفرض عليكم، وذلك في رمضان". ولكن لم يكن هناك ذكر لصلاة التراويح، ولا وقت تلك الصلاة. أتمنى التوضيح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فصلاة التراويح صلاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصلاها معه الصحابة، والحديث الذي ذكرته دليل عليها، فقد صرحت عائشة -رضي الله عنها- أن تلك الصلاة كانت ليلا في رمضان، ففي الصحيحين عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى ذات ليلة في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم، ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم، وذلك في رمضان. اهــ.
وروى الحاكم في المستدرك وفي سنن النسائي وغيرهما عن النعمان بن بشير قال: قمنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين إلى نصف الليل، ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح، وكنا نسميها الفلاح، وأنتم تسمون السحور.

ثم قال الحاكم بعد روايته للحديث: وفيه الدليل الواضح أن صلاة التراويح في مساجد المسلمين سنة مسنونة، وقد كان علي بن أبي طالب يحث عمر -رضي الله عنهما على إقامة هذه السنة إلى أن أقامها. اهــ.

ثم لما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم تفرض عليهم التراويح، قام عمر -رضي الله عنه- في خلافته بردها إلى ما كانت عليه جماعة في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- في تلك الليالي، وجمع الصحابة على إمام واحد.

ففي صحيح البخاري عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد، لكان أمثل ثم عزم، فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة