السؤال
هل يجوز إن أردت أن أخطب فتاة أن أكلم أهلي عنها وأستشيرهم، وأتحدث عن العيوب التي فيها، أو في أسرتها؛ لآخذ برأيهم في ذلك؟
هل يجوز إن أردت أن أخطب فتاة أن أكلم أهلي عنها وأستشيرهم، وأتحدث عن العيوب التي فيها، أو في أسرتها؛ لآخذ برأيهم في ذلك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن استشارة المرء في أموره كلها شيء طيب، وهي من أسباب التوفيق.
جاء عن الحسن البصري أنه قال: والله! ما استشار قوم قط إلا هدوا لأفضل ما بحضرتهم، ثم تلا: وأمرهم شورى بينهم {الشورى:38}. وراه البخاري في الأدب المفرد.
والخطبة والزواج من أهم الأمور التي ينبغي الاستشارة فيها، والأهل هم أولى من يستشارون في ذلك، ولا سيما الوالدان؛ إذ الغالب فيهم الحرص على مصلحة أولادهم.
وذكر عيوب المخطوبة أو عيوب أسرتها الأصل فيه المنع، فذكر المرء حال غيبته بسوء هو حقيقة الغيبة المحرمة.
روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أتدرون ما الغيبة؟. قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته.
ولكن ذكر ما تدعو إليه الحاجة عند الاستشارة في الخطبة، استثناه أهل العلم من الغيبة المحرمة، ودليلهم على ذلك حديث رواه مسلم -أيضا- عن فاطمة بنت قيس -رضي الله عنها- قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إن معاوية بن أبى سفيان وأبا جهم خطباني. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له. انكحي أسامة بن زيد.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: وفيه دليل على جواز ذكر الإنسان بما فيه عند المشاورة، وطلب النصيحة، ولا يكون هذا من الغيبة المحرمة. اهـ.
وننبه إلى أن ما جاز لحاجة لا يجوز أن يتجاوز فيه قدر الحاجة، وما تتحقق به المصلحة.
والله أعلم.