السؤال
قريبتي منتقبة، عمرها 36 عاما، والشباب في بلدنا يفضلون الارتباط بالموظفة، وفرص العمل عندنا قليلة، بالإضافة إلى أن عائلتها غير اجتماعية، وأهلها منذ بداية شبابها لم يكونوا حريصين على اختلاطهم بالناس، وهناك خلافات بينهم وبين الأقارب، فلا يزورنهم، وهي تسمع كلاما جارحا من والدها؛ لأنهم فقراء، ولأنها أنهت دراستها الجامعية، ولم تجد عملا، ولأنها لم تتزوج، مع العلم أن والدها يعاني من الوسواس القهري، وأحيانا يجرحها في كلامه؛ فيعلو صوتها؛ فيصفها بالعقوق، وأوصاف تكرهها، وأحيانا يكون أبوها طيبا؛ فهو مزاجي، ولا تعرف هل ذلك بسبب المرض، أم لسبب آخر. وهي ترغب في الهروب من البيت عن طريق الالتحاق بدورات تدريبية؛ للتخفيف من ضغط ظلم والدها المزاجي، لكن الدورة الرخيصة الثمن يعلمها رجل، فهل يجوز ذلك بهدف الاختلاط بالبنات، وأن يكون سببا للزواج؟ وهل يجوز أن تعمل في محل لبيع الثياب يشتري منه الرجال والنساء؛ بهدف الاستقلال المادي، وبهدف الاختلاط بالناس، وبهدف أن يكون سببا للزواج، وأخذا بالأسباب؟ فتكون موظفة، ويراها الناس، ويتعاملون معها، خصوصا أنهم فقراء، بالإضافة إلى أن يهتم بها أحد؛ ليدل عليها الرجال الصالحين، وأغلب الرجال يفضلون الارتباط بالأصغر سنا.
وهي على قدر من الجمال، وعدد من النساء تعزو سبب تأخر زواجها، وعدم حصولها على وظيفة إلى لبسها النقاب، وهي تحب نقابها، لكنها حزينة ومكتئبة؛ لأن فرص زواجها قليلة؛ بسبب فقر عائلتها، وبسبب عدم اختلاط أحد بهم، ولم تجلس للرؤية الشرعية إلا مرة واحدة في حياتها، وفرص الزواج الأخرى كان أهلها يرفضونها دون مشاورتها، وأحيانا بمشاورتها، أو كانت ترفضهم؛ لأنهم غير مناسبين دون أن يقابلوها.
وفي إحدى المرات جاءت أم العريس، ولم يعجبها عمرها، وقالت: إنها كبيرة، وهي تكتئب كثيرا، وتحزن عندما ترى فتيات أقل منها جمالا يكشفن وجوههن ويتزوجن، أو يتبرجن ويتزوجن، أو يختلطن في العمل و يتزوجن، ويعشن الحب مع أنهن خلال فترات حياتهن يلبسن ما يردن دون طاعة الله، فهل الاختلاط المحرم والتبرج سبب من أسباب الزواج، خصوصا لمن لا يهتم بها أحد ليدل عليها الناس؟ وحتى النساء التي تعتقد أنهن صالحات، كل واحدة مشغولة بنفسها، ولا تساعدها، وأحيانا يدور في خلدها هذا السؤال.