السؤال
هل يجوز لي الاستماع لقارئ تلاوته مطمئنة؛ إلا أنه يخطئ في بعض الحركات، بحيث يضم المفتوح أو المكسور؟ بارك الله فيكم.
هل يجوز لي الاستماع لقارئ تلاوته مطمئنة؛ إلا أنه يخطئ في بعض الحركات، بحيث يضم المفتوح أو المكسور؟ بارك الله فيكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في الفتوى: 449647 جواز استماع قراءة من لا يحسن التجويد.
وأما من يلحن في حركات الإعراب -فيرفع المنصوب، وينصب المرفوع، ونحو ذلك-؛ فلا ينبغي الاستماع إلى قراءته.
وقد نص الفقهاء على المنع من قراءة من يقصر الممدود، ويمد المقصور، جاء في الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني للنفراوي المالكي: (ولا) يحل لك أيضا (قراءة) شيء من (القرآن باللحون المرجعة) أي: الأصوات التي يرجعها القارئ (كترجيع الغناء) والمراد بعدم الحل الكراهة، إلا أن يخرجه الترجيع عن حد القراءة، كقصر الممدود، ومد المقصور، وكما لا تحل القراءة على الوجه المذكور، لا يحل سماعها؛ لأن القرآن يطلب تنزيهه عن الزيادة والنقصان. اهــ.
والخطأ في حركات الأعراب، قد يترتب عليه تغيير المعنى؛ فهو أحق بالمنع من الترجيع الذي يشبه الغناء.
والذي نراه أنه لا ينبغي الاشتغال بسماع قراءة من يلحن، لا سيما من العامي؛ فقد يرسخ في ذهنه ذلك الخطأ، ويقرأ به ظنا منه أنه صواب، والقراء المتقنون كثر -ولله الحمد-، وفي الاستماع لتلاواتهم غنية عن تلاوة من يلحن.
والله أعلم.