السؤال
أنا طالب أدرس في الخارج، ولدي مشكلة مع صلاة الجماعة؛ لأن المساجد تصلي صلاة مختلفة عن الصلاة التي اعتدتها.
كما أن هنالك أخطاء كثيرة في الصلاة، فلا أستطيع أن أخشع وأركز طول الصلاة على أخطاء المصلين. فمنهم من يسبق الإمام، ومنهم من يكبر تكبيرة الإحرام بطريقة خاطئة، ومنهم من يسلم مع أو قبل الإمام. وهم أكبر مني سنا، ولا يتقبلون النصيحة.
وفي التراويح يصلون بسرعة، وإذا أخطأ الإمام لا أحد يرده؛ لأنهم لا يعرفون العربية، ويصعب عليهم فهم القرآن. وبعد كل أربع ركعات كل من في المسجد يلحن في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. وبصوت عال، وجماعي، كأنها واجب.
والإمام في الركعة الأخيرة من التراويح يكبر مرتين قائما يقرأ جهرا، ثم يكبر بدون ركوع، ويقرأ سرا.
أريد أن أصلي جماعة، ولكن عاداتهم الغريبة تشتت تركيزي جدا. وأيضا الخطب بلغات مختلفة. وصلاة الفجر يؤخرونها قبل الضحى بخمس دقائق.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فصلاة الجماعة واجبة على الرجال البالغين، فيما نختاره ونفتي به، وليس المسجد شرطا لها، لكن الذهاب إلى المسجد سنة مستحبة.
فلو صليت في بيتك جماعة، فقد فعلت الواجب، وفاتك فضل الذهاب إلى المسجد، وانظر الفتوى: 128394.
ويمكنك أن تصلي التراويح مع الناس، ثم تصلي في بيتك ما شئت بعد هذا.
والذي يفعله الإمام من التكبير في الوتر ليس للقراءة، ولكنه للقنوت، وكون القنوت على تلك الصفة هو مذهب الحنفية، والذي يتبعه أهل ذلك البلد الذي تقيم فيه فيما يظهر، فيسن لك أن تدعو دعاء القنوت في هذا الوقت.
وأما ما ذكرته من مخالفات يتلبس بها بعض المصلين، فعليك أن تنكر إن استطعت، وإلا فلا شيء عليك، وما كان من المسائل مختلفا فيه فلا إنكار فيه. وراجع الفتوى: 310579.
وإذا غلط الإمام في القراءة، فافتح عليه إن كنت تعرف خطأه، وإلا فالصلاة صحيحة بلا إشكال.
ولا يجوز لك التخلف عن صلاة الجمعة بحال حتى وإن كانت الخطبة بلغة مختلفة.
وأما صلاة الفجر فإنهم يؤخرونها؛ لأنهم يتبعون المذهب الحنفي الذي يستحب فيه تأخير صلاة الفجر والإسفار بها.
والمسألة خلافية، ولا إثم عليك في الصلاة معهم ما داموا يصلون قبل طلوع الشمس.
ومن يفعلون المخالفات المذكورة من المأمومين كالتكبير للإحرام بشكل غير صحيح، أو السلام قبل الإمام أو غير ذلك، فيمكنك نصحه ولو بطريق غير مباشر بأن تعطيه منشورا عن كيفية الصلاة الصحيحة، وعن بعض الأخطاء التي يقع فيها المصلون متضمنا ما يقع فيه من الخطأ.
وعلى كل حال، فلا نرى لك أن تترك الصلاة في المسجد للأسباب المذكورة، بل صل في المسجد لتحصل على كامل الأجر.
وإن صليت في بيتك، فالحكم هو ما بيناه لك.
والله أعلم.