السؤال
وبعد أنا أختكم في الله، أرجو إفادتي في عمل قمت به
وهو أنني في الصلاة كثيرا ما أشعر بأنها غير صحيحة لأنني لا أخشع أبدا في
الصلاة أو قراءة القران لكن أبكي سريعا عند سماع قصص الأنبياء والصحابة، أنا أحب الله كثيرا لكن لا أستطيع القيام بالواجبات الدينية على وجه صحيح، لأنني أعاني من أمراض نفسية عديدة أثرت علي وعلى من حولي، وحتى أجبر نفسي على طاعة الله ولأنني كنت خائفة من الناس وأعرف أن التقرب إلى الله ينجيني من الهم، قمت بنذر وقلت نذر علي إن تركت الصلاة لأتبرعن بمالي
وأنا لدي مبلغ من المال في البنك جمعته من عملي وبعد هذا النذر تركت الصلاة فترة وعدت إليها، ماذا علي الآن وهل أستطيع إعطاءه إلى أخي أو أولاد أخي أو أختي وأنا لم أتصرف بالمال خوفا من أن الله سيعاقبني إن لم أوف به وأنا قلت إني سأتبرع فيه إلى اليتامى عندما نذرت هل أستطيع أن أعطيه إلى أخي ليتزوج أو أعطيه إلى أحد من أقاربي؟ علما بأنه ليس لدينا يتامى في العائلة
وإن نذرت النذر حتى أجبر نفسي على الصلاة لأن الشيطان أقوى مني لا أستطيع التركيز حاولت لم أستطع أقول دائما إني سأموت وأدخل النار
ماذا أفعل أرجوكم أفتوني جزاكم الله كل الخير
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنرجو الله أن يبعد عنك الوسواس ويعافيك مما أنت فيه، واعلمي أن التخلص من وسوسة الشيطان يحصل بالالتجاء إلى الله والاستعاذة به من الشيطان الرجيم والانشغال بأسباب الخشوع وقراءة المعوذتين ضمن أذكار الصباح والمساء، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص طريقة للتخلص من الوسوسة أثناء الصلاة حين جاءه، فقال: يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
أخرجه مسلم.
- وأما مسألة النذر، فالأصل أن الوفاء به واجب، فقد روى البخاري وأصحاب السنن ومالك وأحمد من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه. ولكن ما فعلته أنت يسمى نذر اللجاج، وهو الذي يخرج مخرج اليمين يريد به صاحبه أن يمنع نفسه من فعل شيء معين، أو أن يحثها على شيء، وهذا النوع من النذر لا يلزم الوفاء به، وصاحبه مخير بين الوفاء به وبين إخراج كفارة يمين، وكفارة اليمين هي التي وردت في قوله تعالى: [فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام] (المائدة: 89).
- واعلمي أن ترك الصلاة من أكبر الكبائر، وراجعي حكم ترك الصلاة في الفتوى رقم: 1145.
والله أعلم.