السؤال
هل الدعاء في ليلة القدر بـ(اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني) يكون بكثرة التكرار باللسان، أم يجب مراعاة آداب الدعاء؟
هل الدعاء في ليلة القدر بـ(اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني) يكون بكثرة التكرار باللسان، أم يجب مراعاة آداب الدعاء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فآداب الدعاء كثيرة، ذكرنا بعضها في الفتوى: 119608.
وينبغي الإكثار من هذا الدعاء: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني. في ليلة القدر عند تحريها، ولو لم يكن الإنسان متلبسا ببعض آداب الدعاء، فيدعو، ولو لم يكن متطهرا، ولا مستقبل القبلة، ولا رافعا يديه مثلا.
ولا شك أن هذه الآداب مطلوبة، ولكنها مستحبة، وليست واجبة، وليست شرطا لإجابة الدعاء، ولا يمنع من الدعاء، إذا لم يراعها.
وهكذا الاستغفار؛ فيشرع للإنسان أن يكثر منه، ولا يقال للمستغفر: لا تستغفر إلا وأنت محصل لآداب الدعاء من استقبال القبلة مثلا، والطهارة، ورفع اليدين. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في المجلس الواحد -وهو بين أصحابه-: رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم. ولم ينقل الصحابة عنه في هذا أنه كان يرفع يديه، ولا أنه يتحرى استقبال القبلة، ونحو ذلك من آداب الدعاء، فعند الترمذي، وأبي داود، واللفظ له عن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم.
والله أعلم.