السؤال
أرجو شرح حديث "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"
أرجو شرح حديث "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد شرح الحديث الإمام المناوي في فيض القدير فقال: إذا تبايعتم بالعينة بكسر العين المهملة وسكون المثناة تحت ونون: وهو أن يبيع سلعة بثمن معلوم لأجل ثم يشتريها منه بأقل ليبقى الكثير في ذمته، وهي مكروهة عند الشافعية، والبيع صحيح، وحرمها غيرهم تمسكا بظاهر الخبر، سميت عينة لحصول العين أي النقد فيها، (وأخذتم أذناب البقر) كناية عن الاشتغال عن الجهاد بالحرث، (ورضيتم بالزرع) أي بكونه همتكم ونهمتكم (وتركتم الجهاد) أي غزو أعداء الرحمن ومصارعة الهوى والشيطان، (سلط الله) أي أرسل بقهره وقوته (عليكم ذلا) بضم الذال المعجمة، وكسرها ضعفا واستهانة (لا ينزعه) لا يزيله ويكشفه عنكم (حتى ترجعوا إلى دينكم) أي الاشتغال بأمور دينكم، وأظهر ذلك في هذا القالب البديع لمزيد الزجر والتقريع، حيث جعل ذلك بمنزلة الردة والخروج عن الدين، وهذا دليل قوي لمن حرم العينة، ولذلك اختاره بعض الشافعية، وقال أوصانا الشافعي باتباع الحديث إذا صح بخلاف مذهبه.
... رمز المؤلف -أي السيوطي- لحسنه، وفيه أبو عبد الرحمن الخراساني، واسمه إسحاق، عد في الميزان من مناكيره خبر أبي داود هذا ورواه عن ابن عمر باللفظ المذكور أحمد والبزار وأبو يعلى. قال ابن حجر: وسنده ضعيف وله عند أحمد إسناد آخر أمثل من هذا. ا.هـ
وبه يعرف أن اقتصار المصنف على عزوه لأبي داود من سوء التصرف فإنه من طريق أحمد أمثل كما تقرر عن خاتمة الحفاظ، وكان الصواب جمع طرقه فإنها كثيرة عقد لها البيهقي بابا وبين عللها، انتهى كلام المناوي رحمه تعالى.
وفي كلامه رحمه الله تعالى غنية عن الزيادة.
والله أعلم.