السؤال
كنت أنطق حرف الضاد بشكل خاطئ منذ سنتين تقريبا وقت تعلمي للصلاة، ثم علمني شخص يعطي دروسا في التجويد أن أنطق حرف الضاد برفع اللسان إلى فوق ما وراء الأسنان العلوية، وقال لي: حرف الظاء بخروج اللسان بين الأسنان من الوسط، وصرت أطبق ذلك في الصلاة، ومنذ أسبوعين تقريبا استمع شخص تلاوتي لسورة الفاتحة، فأخبرني أن نطقي للضاد خاطئ، وأنه حرف استطالة مستفل، وأن طريقة نطقه بتعويج اللسان لليسار ولليمين، وتارة تنجح بمشقة، وتارة تفشل، وأواجه مشقة وصعوبة في إخراج الاستطالة من اليمين واليسار والأسفل، وسألت معلما لتجويد القرآن الكريم، فأعطاني الطريقة الأكثر صعوبة ليصحح نطقي، وقال لي: إن كل حرف يحتاج درسا كاملا، وموضوعه يطول كثيرا؛ لذلك أحتاج للمساعدة في كيفية نطق الضاد بشكل صحيح لصحة الصلاة، وصحة النطق بالفاتحة؛ لكونها ركنا في الصلاة، فما العمل؟ وما الحكم الشرعي؟ وكيف أتصرف لحل هذه المشكلة؟ وجزاكم الله تعالى خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة أن لديك بعض الوساوس، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها.
وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها؛ فإن ذلك علاج نافع لها، وراجع الفتوى: 3086.
وبخصوص مخرج الضاد، فقد تقدم تفصيله في الفتوى: 100975.
ويكفيك أن تنطق بالضاد كما ينطق به من تسمع قراءتهم من الشيوخ، دون الحاجة إلى معرفة التفاصيل الدقيقة لمخرج الحرف، وأن تقتصر على ذلك، وتقتنع به، ولا تسأل أي شخص آخر؛ فإن ذلك يزيدك وسوسة، ويوقعك في الحرج أكثر.
وننصحك بالتخفيف على نفسك في هذا الأمر؛ فهو أسهل مما تعتقد.
ويجب عليك تعلم سورة الفاتحة بطريقة صحيحة، إن أمكن ذلك، وتصح صلواتك قبل القدرة على التعلم، أو أثناءه، جاء في حاشية الدسوقي أثناء الكلام على وجوب تعلم الفاتحة: قوله: فيجب تعلمها، إن أمكن، أي: فبسبب وجوبها يجب تعلمها، إن أمكن، فإن فرط في التعلم مع إمكانه؛ قضى من الصلوات بعد تعلمه ما صلاه، فذا في غير الزمان الذي يمكن أن يتعلم فيه، وأما الزمن الذي يمكن أن يتعلم فيه؛ فلا يعيد الصلاة الواقعة فيه. اهـ.
وعلى افتراض أنك قد أخطأت في مخرج الضاد وأنت تقرأ الفاتحة؛ فإن صلاتك صحيحة عند بعض أهل العلم -كالمالكية- القائلين بكون اللحن في الفاتحة لا يبطل الصلاة، إذا كان غير متعمد، ويجوز لك تقليد هذا القول؛ ففيه سهولة، ويسر، وراجع الفتوى: 167389.
ونحذرك من الوسوسة في مخارج الحروف؛ فإنها من مداخل الشيطان، كما سبق في الفتوى: 213097.
والله أعلم.