السؤال
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال: أول ما خلق الله من شيء القلم، فجرى بما هو كائن. ثم رفع بخار الماء، فخلقت منه السماوات، ثم خلق النون، فبسطت الأرض على ظهر النون، فتحركت الأرض، فمادت، فأثبتت بالجبال، فإن الجبال لتفخر على الأرض، قال: وقرأ: (ن والقلم وما يسطرون)، هل هذا الحديث صحيح؟ أفيدونا -بارك الله فيكم-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا الأثر بتمامه موقوف على ابن عباس، وليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أخرجه الطبري في تفسيره، والحاكم في المستدرك، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. اهـ.
ورواه الضياء المقدسي في كتابه: الأحاديث المختارة -وهذا الكتاب قال عنه ابن تيمية في الإخنائية: ... خرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي فيما اختاره من الأحاديث الجياد المختارة، الزائدة على ما في الصحيحين، وهو أعلى مرتبة من تصحيح الحاكم، وهو قريب من تصحيح الترمذي، وأبي حاتم البستي، ونحوهما -.
وصدر الأثر: أول ما خلق الله من شيء القلم، فجرى بما هو كائن. ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرج الترمذي عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى الأبد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. اهـ. وصححه الطبري في تاريخه.
والله أعلم.