السؤال
إذا كان الأسلوب ثقيلا، فهل يعد ذلك من الكبر؟ وإذا كنت أحب أن تكون عندي شعبية، وأحب اهتمام الناس بي، فهل يعد ذلك كبرا؟ أعلم أن الكبر هو بطر الحق، وغمط الناس، ولكن كيف أعرف الكبر الخفي، الذي يمكن أن أقع فيه دون أن أشعر؟
إذا كان الأسلوب ثقيلا، فهل يعد ذلك من الكبر؟ وإذا كنت أحب أن تكون عندي شعبية، وأحب اهتمام الناس بي، فهل يعد ذلك كبرا؟ أعلم أن الكبر هو بطر الحق، وغمط الناس، ولكن كيف أعرف الكبر الخفي، الذي يمكن أن أقع فيه دون أن أشعر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالكبر هو كما ذكرت السائلة، وهو ما عرفه به النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله: الكبر بطر الحق، وغمط الناس. رواه مسلم.
قال النووي -رحمه الله-: أما "بطر الحق"، فهو: دفعه، وإنكاره ترفعا، وتجبرا، وقوله صلى الله عليه وسلم: "وغمط الناس"، معناه: احتقارهم. اهـ.
وعلى ذلك؛ فالثقل في المعاملة إن كان مجرد طبع، وليس فيه رد للحق، ولا احتقار للناس؛ فليس من الكبر، وكذلك حب الشهرة، والحرص على اهتمام الناس، ليس كبرا، إلا إن أدى إلى رد الحق، أو احتقار الناس، ولكنه في الوقت نفسه قد يكون آفة أخرى مستقلة، وراجعي في ذلك الفتاوى: 196037، 348184، 371839.
وقد ذكر أهل العلم من خصال المتكبر:
1ـ الترفع في المجالس، والتقدم على الأقران، والإنكار على من يقصر في حقه.
2ـ تزكية النفس، وحكايات الأحوال، في معرض المفاخرة لغيره.
3ـ محبة قيام الناس له، والاستنكاف عن زيارة المساكين، وجلوسهم بجواره.
4ـ أن لا يتعاطى بيده شغلا في بيته، ولا يحمل متاعه من سوقه إلى بيته.
وغير ذلك من الخصال، وراجعي في ذلك كتب التزكية، والرقائق، ككتاب مختصر منهاج القاصدين.
والله أعلم.