إخبار الغير عن روايات فيها عبارات تتضمن بعض المحاذير الشرعية

0 21

السؤال

أحب قراءة الكتب، وأعتبرها نشاطي للترفيه، فأنا لا أتابع أفلاما، ولا مسلسلات، ولا ألعب، ولا أنشغل عن فروضي وواجباتي وحياتي، ولا أقرأ كتبا فاسدة، بل أقرأ للفائدة، والمتعة، ولكن بحدود ديني، ولكني أوسوس كثيرا، وأريد أن أعرض عن الوسواس، وأفشل؛ لأني أحب النقاش عن الكتب مع الآخرين، فأخاف أن أحمل ذنب قراءتهم، أو أي شيء من هذا القبيل؛ فأنا أوسوس في بعض الجمل التي لا أفهمها، وأفرط في التفكير فيها، وأعطي لها معنى لا يجوز شرعا، ومن بينها: "قالت إحداهن في مدح شخص: أنت الزمان، ولا زمان إلا معك"، أو "صرخاتي تتصدع منها السماء والأرض"، أو "أريد أن أعيش بسلام، ولكن السلام لا يريدني أن أعيش"، فهل في هذه الجمل ما لا يجوز شرعا؟ وهل تجوز قراءة الروايات التي قد يكون في بعض حواراتها حلف بغير الله، أو سب دهر، أو قول: "لولا فلان لما حدث كذا"، وغيرها من الأمور التي قد يجهل الكاتب -وهو مسلم- حكمها، أو تكون في كتاب مترجم لكاتب غير مسلم؛ فأنا أنكرها بقلبي، وأكمل، ولكني أخاف أن أخبر أحدا عن الكتاب، فآخذ إثمه، فهل أخبره وأشير إلى أنه قد توجد عبارات لا تجوز، فأنكرها بقلبك؟ وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن مجرد ورود عبارة فيها إشكال شرعي -كالحلف بغير الله، أو غير ذلك- في كتاب، أو رواية؛ لا يوجب تحريم قراءتها، ما دام لا يخشى أن تؤثر تلك الرواية على قارئها سلبا بإفساد عقيدة، أو انحراف سلوك، أو نحو ذلك، وانظري في هذا الفتاوى: 426262، 441187، 447076.

وإذا جازت قراءة الكتاب، فلا حرج في إخبار الغير به، والتحدث عنه.

والروايات الأدبية تقوم على المجازات، والتوسع في العبارات، فالجمل التي ذكرتها: "قالت إحداهن في مدح شخص: أنت الزمان، ولا زمان إلا معك"،  أو "صرخاتي تتصدع منها السماء والأرض"، أو عبارة "أريد أن أعيش بسلام، ولكن السلام لا يريدني أن أعيش"، كلها يمكن حملها على معان مخالفة للشرع، ويمكن تأويلها بمعان لا محذور فيها؛ فليس منها عبارة صريحة في معنى مخالف للشرع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات