السؤال
كيف نجمع بين حديث: "الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم ـ خمس مائة عام ـ" وبين قول الله: "في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة"؟
كيف نجمع بين حديث: "الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم ـ خمس مائة عام ـ" وبين قول الله: "في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة"؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أزال هذا الإشكال الملا علي قارئ في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح"، عند الكلام على حديث الترمذي: يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام، نصف يوم.
حيث قال -رحمه الله تعالى-: "يدخل الفقراء"، أي: الصابرون، وقيل: ولو كانوا شاكين، "الجنة قبل الأغنياء" أي: الشاكرين، "بخمسمائة عام"، أي: سنة، "نصف يوم" بالجر، على أنه صفة فارقة، أو بدل، أو عطف بيان عن خمسمائة عام؛ فإن اليوم الأخروي مقدار طوله ألف سنة من سنين الدنيا؛ لقوله تعالى: "وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون"، فنصفه خمسمائة.
وأما قوله تعالى: "في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة"، فمخصوص من عموم ما سبق، أو محمول على تطويل ذلك اليوم على الكفار، كما يطوى حتى يصير كساعة بالنسبة إلى الأبرار، كما يدل عليه قوله تعالى: "فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير"... اهـ.
والله أعلم.