السؤال
أعلم من السنة أنه من قال أذكار دخول المنزل - عند دخول بيته- فإن الشيطان لا يدخل ذلك البيت.فكيف إذا كان البيت به أكثر من شخص يسكنونه، فأنا والحمد لله أحاول دائما تذكر قول أذكار دخول المنزل عند الدخول من الباب فهل يكفي ذلك أم أنه يجب على كل قاطن بذلك البيت أن يقول أذكار الدخول عند عودته من الخارج؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن السنة أن يلازم المسلم الأدعية والأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أذكار الدخول والخروج.
فالجميع مخاطبون بأداء هذه الأذكار، سواء كانوا يسكنون بمفردهم أو مع جماعة، لأن الذكر عبادة لله تعالى، وأنس وصلة به سبحانه وتعالى، ومطردة للوساوس من القلب وللشيطان من البيت.... وهذا ما يحتاج إليه كل شخص بمفرده.
وهذا على سبيل السنة والاستحباب، وليس على سبيل الوجوب، ولكننا ننبه السائلة الكريمة إلى أن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه القرآن وتذكر فيه الأذكار سواء قرأها فرد أو جماعة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه البقرة. رواه أحمد والترمذي وصححه، واللفظ لأحمد.
والذي يظهر أنه لو أدى ذكر الدخول واحد من الداخلين كفى في منع الشيطان من مشاركتهم في ذلك، قال النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم عند شرحه لحديث التسمية على الأكل قال: وينبغي أن يسمي كل واحد من الآكلين عليه، فإن سمى واحد منهم حصل أصل السنة، نص عليه الشافعي رضي الله عنه، ويستدل له بأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشيطان إنما يتمكن من الطعام إذا لم يذكر اسم الله تعالى عليه، ولأن المقصود يحصل بواحدة، ويؤيده أيضا ما سياتي في حديث الذكر عند دخول البيت. انتهى كلامه رحمه الله، ولم يذكر عند حديث الدخول شيئا، وكأنه اكتفى بظاهر الحديث إذ فيه: إذا دخل الرجل بيته. فالظاهر أنه إذا قاله الرجل وحده كفى، وكذا غيره.
والله أعلم.