السؤال
نسمع بعض الخطباء يقول في آخر الخطبة الثانية: "واعلموا أن الله صلى وسلم على نبيه قديما، فقال تعالى ولم يزل قائلا عليما، وآمرا حكيما؛ تنبيها لكم وتعليما، وتشريفا لقدر نبيه وتعظيما: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}"، فهل يجوز ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نرى غلطا في معنى هذه العبارات، والقدم المذكور في عبارة: (اعلموا أن الله صلى وسلم على نبيه قديما) لا يصح أن يكون معناه قدم عين القرآن، أو قوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي [الأحزاب:56]، وراجع في ذلك الفتوى: 324118.
وإنما يحمل على أن صلاة الله وملائكته على النبي صلى الله عليه وسلم سابقة على صلاة من سواهم عليه، أو سابقة على وجود النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، كما يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته. رواه أحمد، وصححه ابن حبان، والحاكم.
قال ابن رجب في لطائف المعارف: المقصود من هذا الحديث أن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم كانت مذكورة معروفة من قبل أن يخلقه الله، ويخرجه إلى دار الدنيا حيا، وأن ذلك كان مكتوبا في أم الكتاب من قبل نفخ الروح في آدم عليه السلام ... ولا ريب أن علم الله عز وجل قديم أزلي، لم يزل عالما بما يحدثه من مخلوقاته .. اهـ.
والله أعلم.