هل تستوي مَن تضع القليل من المكياج وتحاول التحسّن تدريجيًّا في طريق الطاعة بالمتبرّجة؟

0 16

السؤال

أنا شابة عمري 23 سنة، محجبة، وتركت لبس البناطيل منذ أن كان عمرى 16 عاما، وبدأت أعتمد على الفساتين والجيب في لبسي، وأحاول أن ألبس الحجاب متوسط الطول، لكن ليس في جميع الأحوال، ولكني أضع القليل من المكياج، فهل حكمي حكم المتبرجة التي لا تلبس الحجاب، وتضع كثيرا من المكياج في وجهها، وتظهر جسدها، أم إن الله رحيم بمن يحاول أن يتحسن تدريجيا؟ فقد كانت صلاتي متقطعة، وكان همي الأول أن أنتظم، وأبتعد -ما استطعت- عن الأغاني، وعن باقي المعاصي تدريجيا، فما حكمي؟ علما أني -والحمد لله- أفعل أشياء حسنة أخرى -من الصدقات، وما إلى ذلك-، وهل دعائي جائز أم لا؟ وهل سيتقبله الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فأنت -إن شاء الله- على خير، ويبدو أن فيك خيرا كثيرا -بحمد الله-.

واعلمي أن عباداتك مقبولة -إن شاء الله-، وأن دعاءك كذلك مقبول مستجاب -إن شاء الله-.

واعلمي كذلك أن رحمة الله قد وسعت كل شيء، وأنه سبحانه حكم عدل، وأنه لا يسوي بين من اجتهد في طاعته ومحاولة القرب منه، ومن أصر على معصيته ولم يحاول التوبة.

وخيرا فعلت بمحافظتك على الصلاة؛ فإنها أهم ما يحرص عليه المسلم، وتركها من أعظم الموبقات -عياذا بالله-.

فاستمري على ذلك، وعلى ما أنت عليه من ترك سماع المعازف، ونحو ذلك من الخير.

ونهمس في أذنك قائلين: استغلي هذا الخير الذي بداخلك، ولا تسمحي للشيطان أن يفسد عليك علاقتك بربك تعالى، واتركي -فورا- ما تعلمين أنه مخالف لشرع الله تعالى، وما أمر به المسلمات من الحجاب الكامل؛ فاتركي وضع المكياج -ولو قليلا-، واتركي لبس ما عسى أن يكون ضيقا، أو لافتا للنظر، ونحو ذلك؛ طاعة لله، وحسبة، وابتغاء وجهه سبحانه، وذلك يسير على من يسره الله عليه.

وقد يشق عليك في أول الأمر الفطام عن العوائد، وترك المألوف من هيئة اللبس، ونحو ذلك، ولكن ثقي أنك ستحبين ما ستصيرين إليه، وتأنفين من حالك السابقة، وتشعرين بلذة الطاعة، وحلاوة القرب من الله جل اسمه.

وإياك أن تحتقري معصية؛ فإن محقرات الذنوب من المهلكات.

وعليك بالأخذ بأسباب الاستقامة، ومن أهمها: الاستعانة بالله -جل اسمه-، وصحبة الصالحات، ولزوم الذكر، والدعاء.

نسأل الله أن يعيننا وإياك على ما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة