السؤال
كيف يمكن أن أتقرب إلى الله، ولا ألتفت إلى رأي الناس، أو أخجل منهم، وخاصة الالتزام باللباس الشرعي، وعدم النظر إلى الموضة. والمجتمع ورأيه؟
كيف يمكن أن أتقرب إلى الله، ولا ألتفت إلى رأي الناس، أو أخجل منهم، وخاصة الالتزام باللباس الشرعي، وعدم النظر إلى الموضة. والمجتمع ورأيه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يعين المرأة المسلمة على التزام الزي الشرعي في لباسها، وعدم المبالاة بما عليه الناس من الأعراف الباطلة المخالفة للشرع. والذي يعينها على القرب من الله، وتقديم مرضاته على مرضاة من سواه في كل الأمور.
هو: أن تعلم أنه وحده هو الذي يثيب ويعاقب، وأن مرضاته هي التي فيها سعادة الأبد، وسخطه -عز وجل- يجلب شقاء الأبد.
وأن تعلم أن الموت آت ولا بد، وأنها موقوفة عما قريب بين يدي ربها -تبارك وتعالى- وأنه سائلها عن القليل والكثير. وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأنها ستدخل قبرها بمفردها، وتقف للحساب بمفردها، وليس الناس بنافعيها فتيلا ولا قطميرا، فلماذا تحرص على إرضاء من لا ينفعها رضاه في عاجل أو آجل؟!
ثم لتعلم أنها إن اجتهدت في إرضاء ربها -تعالى- نالت ما تريد من رضاه -سبحانه- ورضا الخلق؛ فإنه -سبحانه- يضع القبول في الأرض لمن أحبه ورضي عنه، قال تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا {مريم:96}.
ولتكثر الفكرة في القيامة وأهوالها، وفي صفات الله -تعالى- وأنه مطلع عليها، ناظر إليها، وأنه أدنى شهيد، وأقرب رقيب -سبحانه وبحمده-
ولتصحب الصالحات، وهن بحمد الله كثيرات، ممن لا يبالين إلا بما يرضي الله -تعالى- ولا يقمن وزنا لتلك الموضات والأعراف متى خالفت الشرع الشريف، فصحبتهن من أعظم أسباب الاستقامة والثبات بإذن الله.
ولتلزم الذكر والدعاء، وسؤال الله أن يثبت قلبها على دينه، ويصرفه على طاعته؛ فإن الموفق من وفقه الله، والمهدي من هداه الله.
نسأل الله لك العون والسداد.
والله أعلم.