السؤال
هل الحناء التي فيها أكسجين تعد عازلا للماء في الوضوء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن وصول الماء إلى البشرة شرط من شروط صحة الوضوء، فلو وجد حائل -كالحناء، وغيره- له جرم، بحيث يمنع من وصول الماء إلى شيء من أعضاء الوضوء المغسولة؛ بطلت الطهارة.
وأما مجرد اللون والأثر الذي لا يمنع من وصول الماء إلى البشرة؛ فلا يؤثر في صحة الطهارة، قال النووي في المجموع: إذا كان على بعض أعضائه شمع، أو عجين، أو حناء، أو أشباه ذلك، فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو؛ لم تصح طهارته، سواء كثر ذلك أم قل. ولو بقي على اليد وغيرها أثر الحناء ولونه دون عينه، أو أثر دهن مائع بحيث يمس الماء بشرة العضو، ويجري عليها، لكن لا يثبت؛ صحت طهارته. انتهى.
وجاء في بحر المذهب للروياني: إذا توضأ وعلى يده حناء؛ فإن كان عين الحناء باقيا لم يزل؛ لم يجز الوضوء، بل عليه أن يزيله، فإن لم يبق إلا اللون؛ لم يضر. انتهى
وعليه؛ فالمعتبر وصول الماء ونفوذه إلى ظاهر بشرة المغسول -كالوجه، واليدين، والرجلين-، أو الممسوح -كالرأس-.
فيراعى ذلك عند وضع الحناء على الشعر، أو على أي عضو من أعضاء الطهارة.
والله أعلم.