السؤال
أعمل في شركة لتكنولوجيا المعلومات، كمهندس دعم فني لنظام تشغيل تنتجه الشركة، وتبيعه للمؤسسات، ومن ضمن هذه المؤسسات بنوك أجنبية.
وقد يرسل أحدهم طلبا للمساعدة في مشكلة ما في نظام التشغيل، ولا أستطيع تجاهله، مع العلم أني أحتاط قدر الإمكان بالبعد عن التعامل مع مشاكل البنوك، ولكن كان هناك بنك أرسل طلب مساعدة لأخبره ما سبب البطء في الشبكة، وقد فعلت.
فهل أصبح راتبي مختلطا؟ وكيف أتخلص من الحرام إذا أصبح راتبي مختلطا؟
هل أحسب عدد الساعات التي عملت فيها على هذه المشكلة، وأخرجها للفقراء، مع العلم أني أتقاضى راتبي من الشركة، ولا آخذ شيئا من البنك؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعملك كمهندس للدعم الفني لنظام التشغيل الذي تنتجه هذه الشركة، مباح لا حرج عليك فيه من حيث الأصل، وإذا عرض لك في عملك ما يتصل بالإعانة على محرم فاجتنبه.
وقد ذكرت أنك تفعل ذلك بقدر الإمكان، وقد أحسنت صنعا، فكثير من أهل العلم لا يجيز تقديم الخدمات للبنوك الربوية، ولو فيما لا يتصل بالربا.
وما حصل منك من تجاوب مع البنك المذكور حول بطء الشبكة ونحوه، هو من جملة تلك الخدمات التي ينبغي اجتنابها.
ومع ذلك، فلا يلزمك التخلص من شيء من راتبك الذي تقبضه؛ لأنه في مقابل عملك المباح في الدعم الفني لنظام التشغيل الذي تنتجه شركتك. فأصل هذا العمل مباح، وتقديم الخدمات للبنوك ليس من صلب عملك -كما يتضح من السؤال- وإنما هو عارض فحسب، فلا يؤثر في راتبك.
وللفائدة، انظر الفتويين: 59282 423382
وعليه؛ فلا يلزمك التخلص من شيء من راتبك، لكن لو فعلت ذلك احتياطا، وقدرت عدد الساعات التي عملتها في إصلاح الشبكة للبنك الربوي. ونحو ذلك من الخدمات التي قد تعرض لك في عملك مما يتصل بتلك البنوك، وأخرجت ما يقابلها من الأجر، وأنفقته في أعمال البر كالصدقات، فهذا حسن.
ونسأل الله -تعالى- لك التوفيق والسداد.
والله أعلم.