السؤال
أمي في سن الخمسينيات، وتذهب إلى عملها يوميا، وتضع القليل من مستحضرات التجميل، وتضع العطر، وأبي على علم بذلك، ولكنه قد يتهاون أحيانا في هذه الأشياء ظنا منه أنها من الصغائر.
فهل علي إثم لأنني أتركها تخرج هكذا؟ أم يجب علي أن أناقش أبي وأمي في هذه المسألة؟
علما بأن عمري 17 عاما، وقد ترى أمي أن في نقاشي معها في هذا الموضوع تشددا، وعلى الأغلب لن تستجيب لي.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كانت أمك تخرج من البيت متعطرة بحيث يجد الناس ريحها، أو تضع شيئا من الزينة التي يراها الأجانب؛ فإنها مسيئة بذلك، وآتية لبعض المنكرات، بل قد نص أهل العلم على أن خروج المرأة متعطرة متزينة من كبائر الذنوب.
قال الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: [الكبيرة التاسعة والسبعون بعد المائتين: خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة ولو بإذن الزوج]. وراجع للمزيد الفتوى: 458965، والفتوى: 237367.
وأبوك هو من جعل الله -عز وجل- له القوامة على أمك، وهو المسؤول عنها، ومطلوب منه شرعا أن يمنع خروجها على هذه الحال وإلا أثم، قال الله تعالى: الرجال قوامون على النساء {النساء:34}.
قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: قوامون عليهن: بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه، وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك. اهـ.
والواجب بذل النصح لها، ويمكن أن يتحقق المقصود بك أو بغيرك، بمعنى أنه لا يلزم أن يتم ذلك عن طريقك، فيمكنك أن تستعين عليها ببعض المقربين إليها ومن ترجو أن تستجيب لهم من قريباتها كخالاتك مثلا، وإن لم تجد من ينصحها فابذل أنت النصح لها -بأسلوب طيب- فلعلها تستجيب، وتتوب إلى ربها.
فإن استجابت؛ فالحمد لله، وإلا؛ فدعها. وذكر أباك -برفق ولين- بمسئوليته تجاه أمك، فإن قام بواجبه؛ فذاك، وإلا؛ فدعه. وتكون قد أديت الذي عليك.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: فصل من أمر الوالدين بالمعروف، وينهاهما عن المنكر، وقال في رواية حنبل: إذا رأى أباه على أمر يكرهه يعلمه بغير عنف، ولا إساءة، ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه، وليس الأب كالأجنبي. انتهى.
وننبهك إلى أن من بلغ مثل سنك مكلف ومسؤول أمام الله تعالى، ولمعرفة علامات البلوغ انظر الفتوى: 26889.
والله أعلم.