السؤال
أنا في كلية الطب، وقد تخرجت منها، والآن في سنة الامتياز، وفد تزوجت قبل بداية سنة الامتياز، وحملت بعد 3 أشهر منها، وقد حضرت 3 أشهر منها، ولصعوبة الحمل قال لي الدكتور: لا تشتغلي الآن، لخطورة العمل علي، فاضطررت للجلوس، وعندي زميلة تريد أن تأخذ مبلغا يساوي المرتب، مقابل الدوام بدلا عني، لئلا تضيع السنة علي، وهي سنة ليس فيها أي تعليم، وقد استمر هذا الوضع 4 أشهر، ولا أعرف هل هذا صحيح أم لا؟ وإن كان غير صحيح، فماذا أعمل فيما مضى؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا غلط بلا ريب، وحكم السائلة على سنة الامتياز ليس بصائب، فالتدريب العملي السريري في هذا السنة يعتبر جزءا مكملا لدراسة الطب، ولا يعتبر الطالب مؤهلا لممارسة مهنة الطب إلا بعد إتمامه هذه الفترة بنجاح، كما تنص عليه لوائح كليات الطب.
ومن التقصير والغش الواضح أن ينيب الطبيب من يحضر عنه فترات مناوبته أثناء هذه السنة التأهيلية، سواء بأجرة، أو مجانا، والغش والخديعة خلقان محرمان مذمومان، لا يتصف بهما المؤمن الذي يخاف ربه، ولا يجوز له أن يزاولهما، أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:... من غش فليس مني.
وأخرج ابن حبان في صحيحه، والطبراني في معجمه الكبير، من حديث عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من غشنا فليس منا، والمكر، والخداع في النار.
وهذا يعم كل غش، وكل خديعة، وكل مكر، في أي مجال كان، وفي حق أي شخص، كما يتبين من ألفاظ الحديث، ومما يزيد هذه الأخلاق قبحا أنها من صفات المنافقين المميزة لهم، كما قال الله تعالى: يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون {البقرة:9}.
وقد كان الواجب على السائلة من البداية أن تقدم عذرا طبيا للغياب، ثم تستأنف الحضور بعد زوال العذر.
وأما المطلوب عمله الآن: فلتستغفري الله تعالى، ولا تستمري على هذا الوضع، فإما أن تحضري، وإما أن تعتذري، وتؤجلي هذه السنة، وانظري للفائدة الفتوى: 118888.
والله أعلم.