السعي في الإصلاح بين من يجتمعون على ما حرم الله

0 12

السؤال

ما حكم الإصلاح بين الإخوة الذين قل وندر أن يجتمعوا على الخير والصلاح؛ إذ إن غالب تجمعاتهم تكون دائرة حول الغيبة، وتقطيع الأرحام، والسب، والشتم، والعقوق. وهم لا ينتهون إذا نهاهم الشخص.
فهل أصلح بينهم، ثم يعودون لما كانوا عليه من كبائر -وأكرر قل وندر أن يجتمعوا على الخير-؟ أو أتجاهل أمرهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإصلاح ذات البين من أفضل الأعمال، وأحبها إلى الله تعالى. ففي سنن أبي داود عن ‌أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ‌إصلاح ‌ذات ‌البين، وفساد ذات البين الحالقة.

والمقصود بإصلاح ذات البين: الإصلاح بين المتخاصمين والمتدابرين، حتى تعود الألفة بينهما، وتسكن الفتنة.

جاء في شرح سنن أبي داود لابن رسلان: أي: إصلاح ‌أحوال ‌البين، يعني: ما بينكم من الأحوال حتى تكون أحوالكم أحوال صحبة وألفة واتفاق. وقيل: إصلاح ذات البين هو إصلاح الفساد والفتنة التي تكون بين القوم، وإسكان الفتنة الثائرة بين القوم أو بين اثنين. انتهى.

وقد نهى الشرع عن التدابر والتباغض، ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا. وكونوا عباد الله إخوانا. ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث.
وعن أبي خراش السلمي، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من هجر أخاه سنة، فهو كسفك دمه. رواه البخاري في الأدب المفرد.

وعليه؛ فالذي نراه؛ أن تسعى في الإصلاح بين هؤلاء الناس، ولا تترك السعي في الإصلاح بينهم بسبب ما يغلب على ظنك من وقوع المنكرات حال اجتماعهم؛ ولكن عليك أن تأمرهم بالمعروف، وتنهاهم عن المنكر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة