السؤال
أنا فتاة لدي مشكلة، وهي أني شخص يحب أن يمزح مع الكل، وأحاول -والله- ألا أمزح مع الشباب، لكن لا أستطيع.
لا أعرف كيف أقيم حدودا لنفسي في التعامل، وكثيرا ما أندم -والله- عند ما أمزح أو أبتسم.
لا أعرف كيف أقيم حدودا لنفسي، لكي أنهي هذا التصرف؟!
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمزاح المرأة مع الرجال الأجانب ومضاحكتهم، مما لا يجوز قطعا؛ لكونه ليس دون الخضوع بالقول المنهية عنه المرأة شرعا. وقد قال الله لنساء نبيه صلى الله عليه وسلم: فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض {الأحزاب:32}.
قال القرطبي في تفسيره: أي لا تلن القول، أمرهن الله -تعالى- أن يكون قولهن جزلا وكلامهن فصلا، ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين، كما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال. انتهى.
وقد نص بعض أهل العلم على أن تضاحك الأجنبية مع الأجنبي حرام، يوجب تعزيرا.
كما نص عليه الحطاب -المالكي- في مواهب الجليل، بقوله: ومن تغامز مع أجنبية، أو تضاحك معها، ضربا عشرين. انتهى.
ومن ثم، فعليك أن تتوبي إلى الله من هذا الفعل.
ويعينك على التوبة: استحضار اطلاع الله عليك، وسماعه ما تتكلمين به، واستحضار غضبه -تعالى- إذا انتهكت محارمه، وتعديت حدوده.
واستحضار أن الحشمة والصيانة، والعفة والحياء والخفر من أعظم أخلاق المؤمنة، والتحلي بها أعظم زينة تزينها. فاحرصي على أن تكوني موصوفة بهذه الصفات، التي ينافي كمالها ما ذكر من ممازحة الرجال ومضاحكتهم.
وعليك أن تصحبي الصالحات، ومن يبتعدن عن مخالطة الرجال، ويتحلين إن احتجن لمخاطبتهم بالحشمة والوقار حتى تنتقل إليك طباعهن؛ فإن الطباع سراقة.
وتجنبي مخالطة الرجال بالمرة، ولا تكلميهم إلا حيث احتجت لذلك. وليكن كلامك إن احتجت لذلك مضبوطا بالضوابط الشرعية، وهي: عدم الخضوع منك بالقول، مع أمن الفتنة.
ولك في أمهات المؤمنين، وصالحات نساء الأمة الأسوة الحسنة، والزمي الدعاء بأن يهديك الله لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه.
والله أعلم.