دعاء الله تعالى بتكرار أسمائه الحسنى مفردة بعدد معين في وقت مخصوص

0 227

السؤال

ما صحة هذا الدعاء: الكافي، الغني، الفتاح، الرزاق: 100 بعد صلاة الفجر، ولو ذكرها مائة ألف -100,000- ولو لم تكن في يوم واحد بل ما تيسر له -في شهر، أو أكثر، أو أقل- ونوى حصول شيء مهما كان، حصل له بمجرد الانتهاء من هذا العدد -بإذن الله- ولو طلب أن يكون مليونيرا نال ذلك ببركة أسماء الله، وأسرارها، وهذا سر يلزم إخفاؤه عن الجهال، وعن غير أهله، صونا للحكمة من أن تزين أعناق الكلاب بالذهب، قال العياشي: ظفرت في بعض التقاييد بسر من أسرار الله الحسنى، وذلك اسمه تعالى: الكافي، الغني، الفتاح، الرزاق، ومن لازم ذكر هذه الأسماء وهو يتمنى شيئا حصل له بفضل الله، ولما عزمنا على المشي، وأخذت في جمع أسباب السفر، وأهمني أمر الرواحل، إذ لم يكن عندنا منها شيء، وضاق الوقت غاية عن السعي في ذلك، وجعلت هذه الأسماء من وردي، وأضفتها إلى التهليل، فما مضت ثلاثة أيام، أو نحوها من يوم شرعت في ذلك إلا وقد يسر الله العظيم، ومنح من خزائن جوده الواسعة ما فضل عن الكفاية، ولله في أسمائه أسرار، تضيق عن حملها الأسفار، فمن لازم هذه الأسماء بصدق، وهو يتمنى مقصودا محمودا شرعا، ويسعى في إدراكه، يسر الله له بمنه وكرمه؟
وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالدعاء بأسماء الله الحسنى أمر مشروع صحيح لا حرج فيه، لقول الله تعالى: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها {الأعراف:180}.

لكن الدعاء باسم مفرد منها مثل: الله، أو الكافي، هكذا مفردا غير مشروع.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب العبودية: الاسم المفرد مظهرا، أو مضمرا، ليس بكلام تام، ولا جملة مفيدة، ولا يتعلق به إيمان، ولا كفر، ولا أمر، ولا نهي، ولم يذكر ذلك أحد من سلف الأمة، ولا شرع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يعطي القلب بنفسه معرفة مفيدة، ولا حالا نافعا... والاقتصار على الاسم المفرد مظهرا، أو مضمرا، لا أصل له، فضلا عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين؛ بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع، والضلالات، وذريعة إلى تصورات، وأحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد. انتهى..

وأما الدعاء بعد صلاة الفجر... بالطريقة والأعداد المذكورة: فلا تصح نسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وننصح السائل الكريم بالاشتغال بالأدعية المأثورة الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ولكن لا حرج عليه أن يدعو الله تعالى ويذكره بما هو مشروع بأعداد معينة، وفي أوقات خاصة تلائم فراغه، وما أشبه ذلك، شريطة أن لا يعتقد أي فضيلة لهذه الأعداد التي لم ترد في السنة، وإنما يفعل ذلك من باب ضبط وقته، ولا يعتقد أن هذه الأعداد والأوقات سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى: 236206. وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة