السؤال
أنا الآن أتعلم تجويد القرآن وأيضا أجتهد بنفسي في قراءة التفاسير عند القراءة لكن واجهتني مشكلة فلقد كنت قبل أن أبدأ التعلم أقرأ كل يوم جزأين إلى ثلاثة، أما الآن لأني أقرأ قراءة تحقيق للتعلم مع التفسير أو مفردات كلمات فسيأخذ مني الجزء وقتا طويلا جدا لتلاوته فهل أخصص قراءة للتعلم وأخصص قراءة أخرى كتلاوة عادية، فهل يجوز أن أقرأ القرآن بدون تعلم وأخرى بتعلم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الطريقة التي بدأت بها من تعلم تفسير القرآن وتجويده هي الطريقة الصحيحة النافعة إن شاء الله تعالى أعاننا الله وإياك على تعلم ما ينفعنا، وهي قريبة من طريقة السلف في تعلم القرآن فيمكن أن تقتصر على تثبيت ما درسته وعلمت تفسيره ثم تتجاوزه إلى ما بعده وهكذا حتى تستكمل ما قدر لك من ذلك، ويمكن أن تقسم أوقاتك فتأخذ وقتا لقراءة التفسير والأحكام، ووقتا للقراءة العادية في المصحف أو غيره، فقد ذكر القرطبي عن أبي عمرو الداني بإسناده عن عثمان وابن مسعود وأبي ابن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم العشر فلا يتجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، قالوا فيعلمنا القرآن والعمل جميعا، وقد ذكر عبد الرزاق عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كنا إذا تعلمنا عشر آيات من القرآن لم نتعلم العشر التي بعدها حتى نعرف حلالها وحرامها وأمرها ونهيها، ثم إن كنت تريد بقولك (بدون تعلم) أي بدون فهم للمعنى فإن مجرد قراءة القرآن عبادة ولو بدون فهم، فالقرآن هو كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته، وقد قال صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف، رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وإن كنت تعني بدون تجويد فإن تجويد القرآن واجب على القادر عليه، فلا يجوز الإخلال به بحيث تغير المعنى، وتلحن اللحن الجلي، لكن يجوز لك أن تقرأ بالحدر وهو الإسراع بالقراءة مع مراعاة أحكام التجويد، وهو من أساليب التلاوة المعروفة، ولا بأس بأن تجعل وقتا تقرأ فيه القرآن بالتحقيق بغية التمرن على أحكام التجويد، ووقتا آخر لقراءة الحدر للإكثار من الحروف الذي يترتب عليه الإكثار من الحسنات.
ولمزيد الفائدة من أحكام التجويد يرجى مراجعة الفتوى رقم: 6682
والله أعلم.