السؤال
في تفسير الآية (48) من سورة المدثر، من كتاب المختصر: فما تنفعهم يوم القيامة وساطة الشافعين من الملائكة والنبيين والصالحين؛ لأن من شروط قبول الشفاعة: الرضا عن المشفوع له.
هل شروط قبول الشفاعة: أن تكون من النبيين والصالحين والملائكة، وأيضا رضا الله عن المشفوع له؟
لو سقط شرط لن تقبل الشفاعة. فكيف سيقبل الله الشفاعة في العاصي؟
وهل الملائكة والأنبياء والصالحون سيشفعون للكافرين؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت في حديث الصحيحين شفاعة النبيين والملائكة والمؤمنين، كما في حديث أبي سعيد الطويل، وفيه: فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط، قد عادوا حمما... اهـ.
وثبت في نصوص أخرى أن من شروط قبول الشفاعة إذن الله للشافع، ورضوان الله عن المشفوع له، وكونه مسلما، كما قال الله تعالى: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه {البقرة:255}، وقال -تعالى- في الملائكة: وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى {النجم:26}، وقال تعالى: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى{الأنبياء:28}.
وقال في اشتراط إسلام المشفوع له: ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع {غافر:18}. والمراد بالظالمين هنا: الكافرون.
قال الحافظ البيهقي -رحمه الله- في شعب الإيمان: فالظالمون ههنا هم الكافرون، ويشهد لذلك مفتتح الآية؛ إذ هي في ذكر الكافرين... اهـ.
وقال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسير الآية: أي ليس للذين ظلموا أنفسهم بالشرك بالله من قريب منهم ينفعهم، ولا شفيع يشفع فيهم، بل قد تقطعت بهم الأسباب من كل خير. اهـ.
والله أعلم.