نشر الخير بدل الشر من الإحسان للنفس والناس

0 35

السؤال

أعيش في أوروبا منذ خمس سنوات، وكنت أعيش حياة ليست بالطبيعية كمسلم، يعني أنني كنت أصلي -والحمد لله- وأصوم، ولكنني لا أشعر شعور المسلم الصحيح، وكنت أخرج مع أصحابي.. إلى أماكن فيها اختلاط... وكنت أنشر هذا على السوشيال ميديا من باب الذكرى الطيبة مع الشباب من بنات وأولاد، ومنذ فترة أكرمني ربي بأن عملت عمرة، وأخذت قرارا قبلها أنني لن أعمل ذلك مرة أخرى، ولأن عندي الكثير من الأصحاب غير المسلمين، كنت دائما أشعر بتأنيب الضمير أنني غير متمسك بديني، وأنني سأعمل تقريبا ما يعملونه، فأخذت قرارا أنني سأتوقف عن نشر أي شيء يغضب ربنا، وأن أقلل الاختلاط عموما، والخروج معهم بالتدريج حتى أتوقف تماما، وأخذت قرارا آخر بأنني سأبدأ بنشر حاجات عن الإسلام لأصحابي غير المسلمين، لعل الله أن يهدي قلب أحدهم بسببي.... وأنزل مقاطع من القرآن، وأنزل صورة أحد عليها آية من القرآن... أشعر من داخلي بالرياء، ولكنني أفعلها لأنني كنت أنزل صورنا... أو في حفلة عند أحدهم، وكنت أشترك في أشياء لا ترضي الله، فلماذا لا أستبدلها بأشياء ترضي الله، ولعلها تكون دعوة لهم.. بدلا من التوقف عن الحديث معهم نهائيا؟ وسؤالي هو: أجد هذا صعبا والله، وأحيانا أحس أنني أحتاج للخروج معهم وأعيش حياتي القديمة ثانية، لكنني أجاهد نفسي، وأخاف أن أخضع للخروج معهم مرة أخرى، فكيف أحفظ نفسي؟ وهل ما أفعله رياء، أقصد استبدال الأشياء التي كنت أنشرها بأشياء أتمنى أن ترضي الله عز وجل؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أنك أحسنت صنعا بالسعي في نشر الخير من المقاطع القرآنية، وما في نشره نفع للمسلمين بدل ما كنت تنشره من الأشياء المحرمة، وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه أن الحسنات يذهبن السيئات، وأمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بأن نتبع السيئة الحسنة، وأخبرنا أن الحسنة تمحو السيئة، فنشرك للخير بدل الشر هو من هذا الباب، من باب إتباع السيئة الحسنة، وستمحو حسناتك سيئاتك -بإذن الله- فلا تتوقف ولا تستجب إلى داعي الشيطان الذي يوسوس لك بأنك مراء، وجاهد نفسك على فعل ذلك الخير ابتغاء مرضات الله، وانو أنك تريد بنشر الخير تكثير الحسنات ومغالبة أو محو السيئات.
وأما كيف تحفظ نفسك من العودة إلى ما كنت عليه؟ فأول خطوة تفعلها هو البعد عن رفقاء السوء السابقين، ولتستبدلهم بأناس صالحين يدلونك على الخير ويرغبونك فيه، فإن الصاحب ساحب، والقرين بالمقارن يقتدي، وإن بقيت على صحبتك السابقة، فإنك ستبقى على خطر، وربما عدت إلى تلك الذنوب، وانظر للأهمية الفتوى: 371581، في وسائل الاستقامة على شرع الله تعالى، والفتوى: 342604، عن حكم التواصل مع الأصدقاء الفسقة، والفتوى: 371662، عن بعض النصائح للثبات على الطاعة، والفتوى: 134233، في بيان أمور تعين على التوبة والاستقامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة