السؤال
بيتنا صغير، ويمكنني سماع حديث أفراد عائلتي في أي غرفة، وفي أي وقت. وهذا يسلبني الخشوع عند قراءة وردي من القرآن؛ فارتأيت أن أشغل أصوات المطر والريح في السماعات -على أعلى صوت- بينما أقرأ الورد، حتى أستطيع التركيز فيما أقرأ، دون الانجراف إلى سماع أحاديثهم، والتفكير فيها.
فهل هذا جائز؟
بارك الله فيكم. وجزاكم عنا خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان رفع هذه الأصوات سيحصل بها أذى لمن في الغرف التي حولك، فلا يجوز لك رفعها بقدر ما يحصل لهم به أذى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر، ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ وأحمد في المسند غيرهما.
وللقاعدة الفقهية المعروفة: الضرر لا يزال بالضرر.
أي أن الإنسان لا يجوز له أن يدفع عنه الضرر بما يكون في إضرار بالآخرين. إضافة إلى أن رفع هذه الأصوات على صوتك أنت بقراءة القرآن، فيه إخلال بكمال الاحترام للقرآن.
والحل المناسب - فيما نرى- هو أن تتحرى لوردك أوقات الهدوء، وقلة أصوات أهل البيت، أو تحاول التركيز فيما تقرأ بتدبر معانيه، والانشغال به عن أحاديث من حولك في الغرف، وبمجاهدتك لنفسك سيحصل لك ذلك، إن شاء الله تعالى.
ولمزيد من الفائدة، يمكن مراجعة الفتوى: 138998.
والله أعلم.