السؤال
أبي ضعيف الإيمان منذ صغره. أصيب بالسحر، ثم شفي الحمد لله، لكن بقي يتهرب من المسؤولية، وتأتيه أوهام وتخيلات لم تحصل في الواقع.
حاولنا علاجه بكل الطرق، لكنه كان يرفض، ويقول: لا دواء لي، ولن أشفى. بعد ذلك خرج دون أن ندري، ولم يعد إلى الآن -منذ حوالي 5 أشهر- بحثنا عنه بكل الوسائل، ولم نجده.
سؤالي: وجدنا أن عليه دينا. هل نسدده، علما أنه لم يترك لنا دخلا؟
ماذا تفعل أمي؟ هل تعتد أو تنتظره؟ وكم تنتظر؟ وفق المذهب المالكي.
هل يأثم الشخص ضعيف الإيمان المصاب بالسحر، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فقد كان يستطيع أن يتغلب على تلك الأوهام لو كان قوي الإيمان؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى -تبارك وتعالى- أن يشفي أباك شفاء تاما، ويذهب عنه ما يجد، وأن يجمعكم به سالما معافى.
ونوصيكم بكثرة الدعاء له، فهذا من البر، وربنا -تبارك وتعالى- سميع مجيب، فهو القائل: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون {البقرة: 186}.
ولا يجب عليكم سداد دين أبيكم، ولكن إن تيسر لكم سداده، فهذا أمر حسن، وهو من البر به والإحسان إليه.
وانظري للمزيد الفتوى: 400069.
ولا تزول العصمة بمجرد غياب أبيك، بل تظل الزوجية قائمة، وإذا انقطع خبر أبيك ولم يعرف أمره أو تضررت أمك من غيابه، فلها الحق في أن ترفع الأمر إلى القاضي الشرعي؛ لينظر في أمرها وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية في زوجة المفقود، وقد بينا ذلك في الفتوى: 12338.
وقد أوضحنا فيها المدة التي تتربصها المرأة عند من يقولون بتحديد مدة معينة.
والمسحور إن فعل ما يقتضي الإثم يختلف حكمه باختلاف حاله، فإن كان يعقل أقواله وتصرفاته فإنه يأثم، بخلاف من غلب السحر على عقله فصار أشبه بالمجنون فإنه غير مكلف، فلا مؤاخذة عليه، كما سبق بيانه في الفتوى: 296323.
والله أعلم.