الثواب على المشقة في تعلم اللغة العربية لقراءة القرآن

0 17

السؤال

هل تتضاعف حسنات الذين يتعلمون اللغة العربية بصعوبة، ليستطيعوا قراءة القرآن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن المسلم يثاب على المشقة التي تناله في فعل العبادات كلها، ومن ذلك: المشقة الحاصلة في تعلم العربية لتلاوة القرآن الكريم، فيثاب المرء ثوابا إضافيا على تلك المشقة التي يكابدها لأجل تعلم القرآن.

ففي الحديث عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران .متفق عليه.

قال القرطبي في المفهم: وإنما كان ‌له ‌أجران؛ من حيث التلاوة؛ ومن حيث المشقة. اهـ.

وقال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى: الصبر عليه -أي: العمل الصالح- مع المشقة يزيد ثوابه وأجره، فيزداد الثواب بالمشقة، كما أن من كان بعده عن البيت في الحج والعمرة أكثر: يكون أجره أعظم من القريب، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة في العمرة: أجرك على قدر نصبك-؛ لأن الأجر على قدر العمل في بعد المسافة، وبالبعد يكثر النصب، فيكثر الأجر، وكذلك الجهاد، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه، ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران. فكثيرا ما يكثر الثواب على قدر المشقة والتعب، لا لأن التعب والمشقة مقصود من العمل؛ ولكن لأن العمل مستلزم للمشقة والتعب. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة