حكم دعاء: اللهم إني منافق، فأَزِلْ عني النفاق.

0 28

السؤال

هل يجوز أن يدعو الرجل بهذا الدعاء: اللهم إني منافق، فأزل عني النفاق. أم إن ذلك يعد غلوا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقائل هذا لا يكون قصده في الغالب إلا الخشية من النفاق، واتهام نفسه به؛ لكونه يرى أن عنده تقصيرا في الإخلاص، وتقصيرا في العمل، فليس هو على وتيرة واحدة في جميع أحواله.

كما في قصة حنظلة التي يرويها مسلم وغيره، وفيها أنه قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة، ثلاث مرات.

  وللمزيد انظر الفتوى: 71758.

وعليه؛ فلا حرج في هذا القول إن كان على هذا الوجه، كما لا حرج على العبد في أن يسأل الله تعالى أن يجنبه النفاق.

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أكمل المؤمنين إيمانا يستعيذ بالله تعالى من النفاق. فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى عليه وسلم- كان يدعو يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشقاق، والنفاق، وسوء الأخلاق. رواه أبو داود والنسائي.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة