السؤال
أنا شاب عمري 24 سنة، مؤمن، وأحاول قدر المستطاع العمل على إرضاء الله منذ سنين سابقة؛ كي أكون كما قال الله: شاب نشأ في طاعة الله، وكي أكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله.
منذ سنتين تخرجت، ودعوت الله بأن يرزقني عملا؛ فأعطاني الله من فضله عملا أحببته كثيرا ولكن الراتب كان قليلا، ثم توقف عمل الشركة. ودعوت الله مرة ثانية فتعرفت على أحد أكبر رجال الأعمال في بلدي، ودعاني للعمل بشركته في إفريقيا.
سافرت، ولله الحمد وعملت، ولكن القرية التي كنت أعمل بها بعيدة عن المدينة، فلم أكن أصلي صلاة الجمعة إلا أنه كان هناك مسجد صغير بعيد عني قليلا، ولكن الشعب هناك لغته فرنسية، والخطبة أيضا؛ لذا لم أفهم شيئا، وأيضا لا أثق بطهارتهم كثيرا؛ لأنهم قوم مسلمون لكن لا أدري ليسوا مثلنا في موضوع الطهارة.
أيضا لا أستطيع الذهاب إلى المدينة كل جمعة حيث هناك عرب ومساجد كبيرة؛ لأن الجمعة دوام عمل، والمسافة تتجاوز الثمانين كيلومتر ذهابا إلى المدينة وثمانين كيلومتر إيابا.
أيضا حاولت أن أصلي جماعة في مكان عملي مع زملائي، ولكن لا جدوى لا يصلون. إذا أصبحت وحيدا لا أصلي جمعة ولا جماعة، وكرهت العمل وكل شيء، إلا أنني قد تعلمت الكثير في هذه الفترة من الأحاديث والأذكار والسنن، وأصبحت مداوما على صلاة القيام والحمد لله.
هناك مشكلة ثانية واجهتها. كنت مداوما على الصلاة في وقتها، ولكن نهار الأحد نذهب إلى المدينة لنشتري مؤونة الأسبوع، وفي هذه الأثناء تذهب عني صلاة من الصلوات، فأنا أكون مع زملائي في سيارة واحدة؛ لذا فأنا مرتبط بهم والوقت ضيق معنا، ولن يتوقفوا كي أنزل وأصلي في المسجد؛ لذا أصليها عند وصولي إلى المسجد. وقد ندمت كثيرا ولكن الآن لن أترك الصلاة لأي عذر، ولن أكترث لمخلوق من مخلوقات الله يبعدني عن صلاتي.
أنا الآن في بلدي في إجازة، وقد استعدت حلاوة الصلاة، وحضور مجالس الذكر. سأذهب إلى أفريقيا مجددا، ولكن في موقع آخر، ولكن نفس المشكلة لصلاة الجمعة والجماعة. لا أدري ماذا أفعل فإن لم أذهب، فأهلي والعائلة سيبدؤون بالكلام مثل: هل يترك أحد مثل هذه الفرصة إلى آخره. وإن بقيت في بلدي فليس هناك عمل والوضع الاقتصادي سيئ، والمعيشة رديئة، وأبي يلومني كلما أردت دفع فلس من المال على أي شيء؛ لذا لا أذهب للتنزه، ولا أفعل سوى الجلوس في المنزل وإلى هنالك، فماذا أفعل؟ وما هو أنسب حل؟